عمر الكتاني: الريع سبب فشل النموذج التنموي

25 فبراير 2018 - 23:02

 

هناك من يعتقد أن فشل النموذج التنموي سببه بناؤه على عمودين؛ الأول هو النظام الاقتصادي الليبرالي، والثاني هو نظام الريع، حسب أستاذ الاقتصاد عمر الكتاني، أي أنه بموازاة وجود المنافسة، هناك أيضا الاحتكار والامتيازات. لكن هناك رأيا آخر يدافع عنه الاقتصادي نجيب أقصبي، ويرى أن المشكل سياسي يكمن في طبيعة النظام السياسي القائم، الذي تغيب عنه الديمقراطية، وتسوده ملكية تنفيذية.

في نظركم ما هي أعطاب النموذج التنموي المغربي؟

في اعتقادي أن فشل النموذج التنموي، سببه أن نصفه ينبني على النظام الاقتصادي اليبرالي، (يعني اقتصاد السوق والمنافسة)، والنصف الآخر ينبني على ما هو ريعي، بمعنى أن هناك شبكات كبرى تحتكر السوق وسياسات الدولة. الأبناك بدورها منحتها الدولة سلطة احتكار السوق، وفرض بعض المعايير للقروض. والآن، واضعو هذا النموذج يريدون منح الريع حتى للفقراء، وهو ما يضرب القدرة الإنتاجية.

بعد كل ما ذكرته طبيعيٌّ أن يكون النموذج التنموي في أزمة لأنه يقتل الطاقة الشرائية للمواطنين.

في خطب كثيرة للملك محمد السادس تحدث خلالها عن محدودية النموذج التنموي، هل ترى أن للمغرب الإمكانية لوضع نموذج جديد؟

اليوم، مفروض على المغرب أن يضع نموذج تنموي جديد، لأن هذا النموذج يذهب به للهاوية وسيدخله في أزمة كبيرة، وهو السبب الذي جعل الخطاب الملكي فيه إشارة إلى أن هذا النموذج يحتاج إلى التغيير، لأنه ليس لديه الإمكانيات ليعيش، وسيخلق أزمة اقتصادية في المغرب كبيرة.

المشكل الذي يعيق التنمية في المغرب هو مشكل القرى والمناطق الريفية، إذ إنها تمثل أزيد من 40 في المائة من السكان، وهذه الفئة هي نفسها التي تهاجر نحو المدن دون أن يكون لها مستوى تعليمي أو مؤهلات للعمل، إذ تشكل حزام الفقر في المدن الكبرى. وهذا الحزام له كلفة اجتماعية واقتصادية كبيرة، رغم أن الدولة تحاول أن تحارب هذا الحزام من خلال بناء سكن لائق لهذه الفئة، لكنها مازالت عاجزة لأنها لا تتوفر على الموارد المالية الكافية لمواجهة هذه الكتلة الديمغرافية.

من أجل حل هذه المشاكل، على الدولة أن تفكر أن حلها ليس في المدن، بل في القرى، وتلك الحلول تحتاج إلى برمجة خاصة، ومشروع ضخم. إذ على الدولة أن تفكر كيف تمدن البوادي وليس العكس.

ومن أجل هذا نحتاج إلى مشروع استثماري اجتماعي في البادية، لكن للأسف الدولة ليس لديها هذا المنطق، لأن ليس له مردودية سريعة، ويحتاج إلى الشراكة مع المجتمع المدني، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى التخطيط والبرمجة.

لكن هذا الأمر يحتاج إلى مسؤولين حكوميين لهم ثقافة العمل الاجتماعي والاستثمار الاجتماعي يبرمجون ويهيئون للمشروع، مع تكوين أطر لها اهتمام بالبعد الاجتماعي، ولديها خبرة تضع ما هي الأولويات والحاجيات، وبعدها تحدد الإمكانيات المالية للدولة.

 في هذا السياق ما هي شروط نجاح هذا النموذج التنموي؟

شروط النجاح لأي نموذج تنموي يمكن تحديدها في أربعة شروط، أولها الإرادة. ثانيا، قوة التنفيذ ومتابعة التنفيذ. الشرط الثالث، هو أن تقبل الدولة بأن تعطي للمجتمع المدني جزءا من المسؤولية الاجتماعية، رغم أن هذا لازال بعيد المنال، ذلك لأن الدولة تأبى أن تعطي للمجتمع المدني جزءا من هذه المسؤولية، وفي الوقت نفسه ليس لها الإمكانيات المادية. أما الشرط الأخير يجب أن تستغل الخبرات المغربية في الخارج وتعطيها مسؤولية للاستفادة من خبراتها في المجال.

إذا تحققت هذه الشروط، فيمكن للمغرب أن ينجح في التنمية الاجتماعية بتوجه جديد.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Répondre à علال كبور Annuler la réponse

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

علال كبور منذ 6 سنوات

والريع هو اهم ركن من أركان الحكم والتحكم

التالي