عاد الملك محمد السادس إلى بسط ملامح التعاون المغربي الإفريقي، الذي جعل منه خيارًا استراتيجيًا من خلال تعزيز علاقات المملكة السياسية بدول القارة الإفريقية، وإرساء شراكات متنوعة ومثمرة مع عدد منها. جاء ذلك في رسالة ملكية وجهت إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى “كرانس مونتانا“، التي افتتحت أشغالها يوم الجمعة بمدينة الداخلة، أكد الملك عبرها ضرورة التعاون جنوب–جنوب، باعتباره رافعة لانبثاق إفريقيا جديدة واثقة من قدراتها ومتطلعة إلى المستقبل.
الرسالة الملكية، التي تلاها رئيس جهة الداخلة–وادي الذهب، ينجا الخطاط، أكدت أن المغرب ملتزم بتقوية علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية، لاسيما بلدان الساحل وجنوب الصحراء، وملتزم أيضا بتقوية التعاون جنوب–جنوب، مشيرة إلى أن المملكة تعد من البلدان الإفريقية التي يحذوها طموح كبير وإرادة أكيدة لتمكين إفريقيا من تولي زمام أمورها والتحكم في مصيرها، معتبرة أن التعاون بين دول القارة يعد «شكلا من أشكال الشراكة النموذجية مع القارة الإفريقية، يقوم على مقاربة مندمجة ومتعددة الأبعاد“.
المحلل السياسي، رشيد لزرق، أكد حديث الملك حول جدوى وضرورة التعاون جنوب–جنوب، إذ اعتبر الأمر “رهانا سياسيا وتنمويا مهما، بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجهها دول الجنوب، والتي تفترض مقاربة الاعتماد الذاتي وتجاوز التبعية للشمال، من أجل الاستجابة للحاجيات المتزايدة لدول الجنوب في تحقيق التنمية“.
لزرق اعتبر أن المقاربة الملكية للنهوض بإفريقيا ناجعة ومتميزة، “كونها تقدمية بالنسبة إلى دول الجنوب، وتعكس سياسة تقوم على التعاون المتبادل، خلافا لبعض الأنظمة التي لطالما زايدت بالتحرر والانتصار لدول الجنوب“، فالطرح المغربي، حسب المتحدث، “يقوم على التنمية المشتركة، وليس الهبات وشراء الذمم من أجل كسب مواقف سياسية“.