قال إن المحلل الاقتصادي عباس بوغالم « المقاطعة هي بمثابة صرخة مدوية وربما عنوانها العريض « كفى » التي تمس جميع المجالات، وبالتالي وإن كانت هذه المقاطعة بسيطة في مطالبها فهي عميقة في مضامينها ».
واعتبر المتحدث في تصريح ل »اليوم 24″ أن المقاطعة « وهي تشكل نمط وآلية جديدة للاحتجاج، ورغم أن منطلق المقاطعة ذو طابع اقتصادي إلا أن الرسائل التي تحملها تتجاوز ذلك إلى ما هو أعمق، لأنها عنوان لأزمة ثلاثية الأبعاد، أي أنها أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية يعرفها المغرب ».
وأضاف « في اعتقادي المقاطعة هي دينامية مختلفة لمحاربة الفساد والاستبداد الذي تم رفعه غداة عشرين فبراير، هناك تشابه في المنطلقات رغم اختلاف الأساليب وآليات، ويمكن أن نقول أن أهم ما يميزها على الأقل في بعدها الاجتماعي استقلالية الدعوة و الانخراط الإرادي للجميع ».
وتستبطن المقاطعة، وفق المتحدث، عددا من الرسائل منها، ما هو اجتماعي، الذي يتجلى في أن المواطن وصل إلى مستوى من الغبن والتهميش والإقصاء وبالتالي هذه الخطوة تعكس تدمر الشعب وهذا التذمر يطال جميع المجالات، كما أن المغاربة يقاطعون للتحرر من حبل المشنقة الذي يلف أعناقهم بعد تحالف المال والسلطة و لحماية أنفسهم من الجشع المصالحي المهيمن في البلد.
بالإضافة إلى هذا، فإن المواطنين من خلال هذه الخطوة الاحتجاجية يؤكدون أنهم ليسوا مجرد أرقام وكائنات استهلاكية في حظيرة أرباب الرأساميل الاقتصادية ويرفضون الشكل والنموذج الاقتصادي المبني على تملك واحتكار الرأساميل الاقتصادية و الريع والإثراء الغير المشروع وبعيدا عن آلية الرقابة، على حد تعبيره.