بموازاة فعاليات الدورة الواحدة والعشرين من مهرجان كناوة، تدارست نخبة من حقوقيين، والباحثين مغاربة، وأجانب، موضوع المساواة بشكل عام، وأوضاع النساء بشكل خاص، وذلك من خلال منتدى حقوق الإنسان، الذي ينظم على هامش مهرجان كناوة.
وتطرق المشاركون في المنتدى عبر أربع ورشات تناولت مفاهيم المساواة والانصاف وانعكاساتها في المجتمع، وضمان المساواة في الحقوق والمناصفة في الأوضاع، ودينامية التحولات، التي تعرفها المجتمعات بالنظر إلى التأثيرات البينية بين المجتمعات، وقوى الدفع التي تخلقها في اتجاه تكريس القوانين.
وأقرت تدخلات المشاركين عبر الموائد المستديرة بالتقدم، الذي حصل في قضايا المساواة، مع الاشارة إلى أن ضروب التمييز مستمرة. وشدد المتدخلون على أهمية التعليم، وتمكين صاحب الحق من القدرة على تفعيله، والاستفادة منه.
وفي هذا السياق، أوضح إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في تصريح لـ »اليوم 24″، أن منتدى حقوق الإنسان اختار تيمة « حتمية المساواة » بعد أن لاحظ وجود خلط بين مفهوم المساواة، والمناصفة، بعد طرحهما في الدستور المغربي في 2011.
وقال اليزمي إن المساواة المبدأ، والمناصفة تفعيل وتطبيق له، وأضاف أن هناك نقاشا في المجتمع حول هذه المفاهيم، وقضية المرأة والمساواة، قضية كل المجتمعات.
وأشار اليزمي إلى ضيوف المنتدى، الذين يمثلون باحثين، وفاعلين من دول متعددة، يثار فيها نقاش المساواة، مثل تونس، وفرنسا، وقال : »المنتدى يطرح نقاشا رزينا بحضور مختصين بعيدا عن البوليميك ».
ويرى اليزمي أنه حان الوقت لتحيين الوضع في المغرب، وإثارة النقاش، مشيرا إلى أن الدراسات توضح أن النشاط الاقتصادي للنساء المغربيات في تراجع، ومستويات الأمية بينهن مرتفعة .
وشدد اليزمي على ضرورة التقييم لطرح حلول بديلة، موضحا أن التوجهات الجديدة تكرس اللامساواة، معتبرا أن المنتدى لبنة في مسار، استطاعت أن تجعل من المساواة أحد الاهتمامات الأساسية لمجلس حقوق الإنسان، وأشار في معرض حديثه إلى النساء السلاليات، وبروز طرق مختلفة لمطالب النساء بالمساواة على مختلف المستويات.
يذكر أن المنتدى عرف مشاركة واسعة للباحثين، والمهتمين بقضايا المرأة، منهم بشرى بلحاج، وحميدة من تونس، والباحث الأنتروبولوجي، محمد الصغير جنجار، وجينفييف فريس، مؤرخة للفكر النسائي في فرنسا.