الكتانـــــي:  ‎ هكذا أوصلت لائحة المدربين إلى المستشار الملكي رضى كديرة

17 يوليو 2018 - 01:00

يكشف إدريس الكتاني، السفير والمستشار الاقتصادي بالبرازيل في أوائل الثمانينات، أول مرة لـ«أخبار اليوم»، تفاصيل مثيرة عن قصة تكليفه من لدن الحسن الثاني بالبحث عن مدرب برازيلي للمنتخب المغربي لكرة القدم، وما رافق ذلك من تعقيدات.

 

‎  بعدما رفضت السفارة والخارجية ووزارة الشبيبة والرياضة تلقي لائحة المدربين منك وإيصالها إلى القصر، كيف تصرفت؟

معظم هؤلاء كانوا ينتظرون أن أفشل في إنجاز تلك المهمة التي لا تدخل في اختصاصي، وأن أعلن ذلك، حتى تعود الأمور إلى مجراها التقليدي وتمر الأشياء عبر تلك الجهات، بدل أن يتكفل بها مستشار اقتصادي أقل رتبة منهم وخارج سلطتهم، لكنني فاجأتهم بعكس ذلك، حينما أبلغتهم بإنجاز مهمتي تلك في أقل من شهر، وسيكون هذا من سوء حظي، حيث واجهت تعقيدات إدارية خيالية نتيجة هذه الوضعية لم أكن أتوقعها.

كيف، إذن، أوصلت لائحة المدربين البرازيليين المرشحين إلى القصر الملكي؟

من حسن حظي أن جهودي في الميدان الاقتصادي، في الأسابيع الأولى بعد وصولي إلى مقر عملي بالبرازيل، ستثمر تنظيم زيارة وزير برازيلي للمغرب، طلب مني مرافقته، الشيء الذي سيمكنني من تقديم نتيجة عملي بخصوص المدرب.

كيف حدث هذا؟

في حقيقة الأمر، فإن اهتمامي بملف مدرب الفريق الوطني لم يجعلني أهمل مهمتي مستشارا اقتصاديا بالبرازيل، فمن بين الأعمال التي قمت بها هناك، إعادة فتح السوق البرازيلي أمام الفوسفاط والحامض الفوسفوري المغربي، اللذين توقفت مبيعاتهما هناك في تلك السنوات لأسباب لم تكن معروفة لدى الجهات المغربية المعنية، إلى درجة أن المكتب الشريف للفوسفاط اقترح، في مذكرة رسمية مازلت أحتفظ بها، قطع العلاقات مع البرازيل إذا استمرت في إغلاق سوقها أمام منتجاتنا الفوسفاطية.

هل تمكنت من حل المشكل؟

الحمد الله، استطعت معرفة سبب تلك الوضعية بمجرد وصولي إلى ريو دي جانيرو، ومقابلة مدير الشؤون القانونية بمديرية الجمارك بطلب مني، حيث اتضح لي أن المشكل ناتج عن مشكل تقني، وليس عن إرادة سياسية تستهدف إبعاد منتجاتنا عن السوق البرازيلي الضخم. كما اهتديت إلى أن حل تلك المعضلة التقنية يمكن أن يكون عبر عقد اتفاقية تجارية بين البلدين تتضمن إجراءات قانونية معينة. وقد عملت ما في وسعي على أن توقع الاتفاقية بالمغرب وبأسرع وقت ممكن، وذلك باستعمالي نفوذ الشركات الكبرى المهتمة بإنجاز المشاريع التي ذكرتها سابقا، حيث رمت بثقلها الذي تتوفر عليه لدى السلطات الرسمية في سبيل عقد تلك الاتفاقية التجارية بين البلدين، وهذا ما حدث بالفعل، حيث زار الوزير البرازيلي المكلف بالتجارة السيد «كاميلو بينا» المغرب مصحوبا بوفد كبير من رجال الأعمال، وقد رافقته في تلك الزيارة.

اغتنمت الزيارة، إذن، لتقديم اللائحة إلى القصر. كيف حدث ذلك؟

استغللت فرصة وجودي في الرباط لتقديم نتيجة عملي بالنسبة إلى لائحة المدربين، فأعدت الاتصال بوزارة الخارجية ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الشبيبة والرياضة دون أن أتوصل إلى إقناع أي جهة منها بالعمل على تسليم اللائحة إلى القصر الملكي.

وكيف أوصلت اللائحة إلى القصر؟

لجأت في آخر المطاف إلى علاقاتي الشخصية في القصر من خلال المرحوم السيد علي بنيعيش، الحاجب الملكي السابق، وأخيه السيد إبراهيم بنيعيش، أطال الله عمره، والذي، على ما أعتقد، كان خليفة قائد المشور، وكان حاضرا عندما كلفني الملك بالمهمة. فعمل على إخبار المستشار الملكي، المرحوم أحمد رضى كديرة بالموضوع. فاتصلت بي كاتبة هذا الأخير، حيث سلمتها اللائحة ثم غادرت، لتتصل بي بعد مدة وجيزة وتخبرني بأن جلالة الملك أخذ علما باللائحة، وأنه حدد لي موعدا مع الوزير الأول، المعطي بوعبيد، من أجل تزويده بالمعلومات حول المرشحين.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي