المغرب بعيون ماريا روسا.. جذور نزاع الصحراء

14 أغسطس 2018 - 06:08

الصحراء الغربية منطقة صحراوية تقع في الساحل الغربي لإفريقيا وتمتد على مساحة 266000 كيلومتر مربع على طول 1000 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب، وعلى عرض يمتد ما بين 280 و300 كيلومتر من الغرب إلى الشرق. وتحيطها بها دول المغرب والجزائر وموريتانيا، والتي تتقاسم فيما بينها الحدود. وتنقسم الصحراء إلى منطقتين؛ الساقية الحمراء، الأكثر كثافة سكانيا، وتوجد في الجهة الشمالية على مساحة 82 ألف كيلومتر مربع؛ ومنطقة وادي الذهب، في الجهة الجنوبية، وتمتد على مساحة 184 ألف كيلومتر مربع.

ولفهم لماذا هذه المنطقة كانت تابعة لإسبانيا، يجب العودة إلى القرن التاسع عشر، بالضبط إلى مؤتمر برلين، يوم 15 نونبر 1884 ويوم 26 فبراير 1885، حيث جرى الاتفاق على توزيع الأراضي المستعمرة بإفريقيا بين القوى الأوروبية. وأكدت إسبانيا حينها حقها في وادي الذهب، نتيجة للامتيازات التي منحها مؤتمر برلين للمكتشف الأول للمنطقة. كانت إسبانيا تطالب بالسواحل الإفريقية المقابلة لجزر الكناري من حيث خرجت البعثات الأولى لاكتشاف القارة الإفريقية.

يعود استقرار الإسبان في الصحراء الغربية إلى أواخر القرن التاسع عشر، بعد وصول الشركات الخاصة الكنارية المتخصصة في الصيد إليها. هكذا بدأت إسبانيا تبسط حضورها هناك مع استقرار شركة الصيد في الداخلة سنة 1848، وهو المعطى الذي أبلغته للبلدان الأوروبية المعنية بمؤتمر برلين الذي أقر نظام الحماية ما بين بوجدور والرأس الأبيض.

يمكن أن نعتبر أن بداية الاحتلال الاسباني تمثلت في اتفاقية 28 نونبر 1984، التي وقعها إيميليو بونيلي، المسؤول بالشركة المهتمة بإفريقيا والاحتلال، مع زعماء قبائل وادي الذهب. ومن أجل تثبيت وجودها في المنطقة وقعت إسبانيا، أيضا، العديد من الاتفاقيات مع فرنسا بهدف تحديد ممتلكاتها الخاصة: اتفاقية 27 يونيو 1900، والاتفاق السري في 3 أكتوبر 1904، الذي يعترف بمطامح إسبانية في وادي الذهب والساقية الحمراء.

بفضل معاهدة الحماية سنة 1912، حصلت إسبانيا على المنطقة التي تمتد من رأس جويي ووادي درعة شمالا، أي منطقة طرفاية. وهي المنطقة التي سلمتها إسبانيا إلى المغرب سنة 1958. وعلى الرغم من أن المنطقة كانت خاضعة لإسبانيا، فإنها كانت تحتل الساحل فقط.

ومنذ سنة 1952، أصبح نقاش تصفية الاستعمار موضوعا دائما في الأمم المتحدة، المؤسسة سنة 1945. وإلى حدود سنة 1960، كانت كل القضايا المرتبطة بتصفية الاستعمار تحل طبقا للفصل الثاني لميثاق الأمم المتحدة، الذي يقتصر على عبارات مبهمة من المبادئ. لاحقا، ستوسع الهيئة الدولية صلاحياتها في مجال تصفية الاستعمار بتبني العبارة النسبية للأراضي غير المستقلة التي تضمنتها، بالأساس، المادة 73 للميثاق الأممي.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي