بعد ثلاث سنوات من مشاركته في التحالف العسكري العربي في اليمن بقيادة السعودية، وعلى ضوء التوترات الأخيرة التي شابت العلاقات المغربية السعودية، هل سيبحث المغرب إمكانية الانسحاب بشكل نهائي من التحالف العربي في اليمن؟ جماعة أنصار الله الحوثي وفي بيان لها، دعت المغرب بشكل مباشر للانسحاب من التحالف، معللة دعوتها بعدم وجود “مبرر لبقائه في قتل الشعب اليمني ومساندة الإجرام عليه”، على حد وصف محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة أنصار الله الحوثية.
البيان وصف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن بـ”العدوان”، محملا “إياها وأمريكا وتحالفهما مسؤولية تدمير اليمن”، مضيفا “أن الإفراط في استخدام القوة ضد المدنيين من خلال القصف العشوائي للمناطق السكنية، دليل على إرهاب تحالف العدوان الدولي لشعب أعزل، وأن المحاولات الأمريكية للتنصل من جرائمها الكبرى في عدوانها على اليمن لن تجديها نفعا”.
وعن دعوة الحوثي المغرب للانسحاب من التحالف، قال محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن الجماعة “لا تملك أن تملي على المغرب ما يجب وما لا يجب القيام به”، فالرباط تتخذ قراراتها بشكل سيادي ووفق المعطيات التي يراها مناسبة، يضيف بنحمو واصفا الجماعة بكونها “جماعة متمردة وخارجة عن القانون ولا يمكن للمغرب أن يستمع لها بالأساس”.
وبخصوص إمكانية انسحاب المغرب بشكل نهائي من “عاصفة الحزم”، قال الخبير الاستراتيجي “إن الرباط تدرس خطواتها وفق المعطيات المتاحة ووفق ما يخدم مصلحتها”، مضيفا أن اتخاذ أي قرار كيفما كان نوعه سينبني على ما يتماشى والتزاماته الدولية، وفي حال ما ظهرت هنالك معطيات على الواقع تستوجب انسحاب المغرب من التحالف، آنذاك يمكن، وفق قرار سيادي وبناء على مصالحه، أن يتخذ ما هو مناسب له، بحسب بنحمو.
يشار في هذا الصدد إلى أن المغرب كان سحب 6 طائرات من التحالف كإجراء احترازي، تحسباً لأي توتر قد یحدث في الصحراء المغربیة إثر التصعيد الأخير الذي شهده الملف، بعد محاولة جبهة البوليساريو نقل بنياتها العسكرية والإدارية من “تندوف” إلى المنطقة العازلة شرق الحزام الأمني “تفاريتي وبير لحلو”، وهو ما استنفر الرباط آنذاك، ونفى المغرب حينها بأن يكون القرار نابعا من أي تغير على مستوى التزام الرباط بالتحالف مع الرياض.
هذا وكان المغرب أعلن في مارس سنة 2015 مشاركته في الحرب على اليمن بـ 1500 جندي، معتبرا حينها “أن الأمن القومي والاستراتيجي للدول الخليجية من أمن واستقرار المغرب”، بحسب ما ورد في بلاغ لوزارة الخارجية آنذاك، وعلى إثر هذه المشاركة قتل أحد الطيارين المغاربة جراء إسقاط طائرة F16 المغربية في “وادي نشور” التابع لمديرية الصفراء في الضاحية الجنوبية لمدينة صعدة شمال البلاد.