8 ملايين و600 ألف أمي في المغرب.. والعثماني يحذر

13 سبتمبر 2018 - 19:01

رغم الجهود التي بذلها المغرب منذ سنوات لمحاربة آفة الأمية، إلا أن الأرقام لازالت صادمة.

حسب آخر إحصاء رسمي للسكان والسكنى لـ2014، فإن 32 في المائة من المغاربة أميون، أي 8 ملايين و600 ألف أمي وأمية. ولحد الآن لم يتم تحيين هذا الرقم بدراسة جديدة رغم إحداث الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية منذ سنة 2013.

وفي سياق إعطاء دفعة لخطط محاربة هذه الظاهرة، ترأس سعد الدين العثماني رئيس الحكومة أمس  بالرباط، المجلس الإداري للوكالة في دورته الرابعة، بحضور 3 كتاب دولة، محمد الغراس كاتب الدولة في التكوين المهني، وجميلة مصلي كاتبة الدولة في الصناعة التقليدية، ومباركة بوعيدة كاتبة الدولة في الصيد البحري، وبحضور ممثلي عدة قطاعات، وذلك للوقوف على مدى تحقق أهداف استراتيجية 2017 -2021، المتعلقة بمحو الأمية، خاصة بعد مرور سنة على الشروع في تطبيقها.

العثماني قال إن حكومته “لها الإرادة للقضاء على هذه الآفة”، مضيفا “نحن واعون بأن القضاء على الأمية شرط ضروري لتحقيق تقدم البلد وضمان الاستفادة من جهود جميع أبناء الوطن”. وبلغ عدد المسجلين في برامج محو الأمية في موسم 2017-2018، أكثر من مليون مسجل، وهو رقم “غير مسبوق”، يقول العثماني، وشكل زيادة تقدر بـ15   في المائة مقارنة مع السنة التي قبلها. كما فاقت أعداد التسجيل في برامج ما بعد محو الأمية التوقعات، إذ تم تسجيل 191 ألفا و304 مستفيد، علما أن الهدف المسطر في خارطة الطريق كان في حدود 120 ألف مستفيد. ونوّه رئيس الحكومة بطريقة عمل الوكالة التي طورت نظام الشراكة الخاص بتنفيذ برامج محاربة الأمية مع هيئات المجتمع المدني باعتماد مقاربة تشاركية عبر تنظيم 19 ورشة جهوية ساهمت فيها 324 جمعية وتعاونية قرائية بآرائها ومقترحاتها.

كما تم الوقوف على إتمام هيكلة الوكالة عبر إرساء تمثيلياتها الجهوية والإقليمية والمحلية، وهو ما اعتبره رئيس الحكومة، “نقلة نوعية” تندرج في “مسار الجهوية المتقدمة، وستمكن مما لا شك فيه من تجويد وتتبع وتقييم كافة برامج محاربة الأمية على صعيد التراب الوطني”.

من جهة أخرى، قال محمود عبد السميح، رئيس الوكالة الوطنية لمحو الأمية لـ”اليوم24″، إن حصيلة سنة 2017 التي تعد أول سنة لتنفيذ استراتيجية محو الأمية التي تشترك فيها عدة قطاعات حكومية،  كانت “إيجابية”، مشيدا بانخراط المجتمع المدني والقطاع الخاص. وأبرمت الوكالة شراكات مع قطاعات الصناعة التقليدية ومع الجامعات ومندوبية السجون، ومع الجهات وغيرها من أجل تنفيذ برامج محو الأمية. وتركز هذه البرامج على الشباب والنساء وعلى العالم القروي، ولا تقف فقط حسب مدير الوكالة عند محو الأمية من حيث تعلم القراءة والكتابة، إنما أيضا تشمل محو الأمية الوظيفية.

لكن رغم هذه الجهود، حذر رئيس الحكومة من ارتفاع نسبة الأمية عبر “الهدر المدرسي”، مشيرا إلى أن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم تركز على محاربة الهدر المدرسي عبر تعميم التعليم الأولي، وأقر من جهة أخرى، بأنه رغم الإنجازات التي تحققت والمجهودات التي بذلت، “إلا أن الآثار السلبية لآفة الأمية ببلادنا، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع أو الاقتصاد الوطني، لازالت تؤرق البال”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي