بكاء البابا فرانسيس على الحدود قبل وصوله إلى الرباط

03 أبريل 2019 - 03:00

يبدو أن الأرجنتيني البابا فرانسيس كان حريصا على تجنب أي شيء يمكن أن يشوش، من قريب أو بعيد، على الزيارة التاريخية التي قام بها يوم السبب والأحد الماضيين إلى الرباط، حيث حظي باستقبال كبير من قبل الملك محمد السادس والشعب المغربي.

إذ اتضح أن دولة الفاتيكان اتفقت مع قناة السادسة الإسبانية على تأجيل بث المقابلة الصحافية التي منحها البابا قبل أسبوع من السفر إلى المغرب إلى الصحافي الإسباني المثير للجدل، خوردي إبولي، في برنامج “المنقذِين”، إلى ليلة يوم أول أمس الأحد، أي في الوقت الذي كان فيه البابا عائدا إلى روما. الصحافي الذي سبق وأجرى مقابلة مثيرة في الأيام الأخيرة مع رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أحرج البابا بعد أخذه معه إلى المقابلة قطعة من الشفرات الحادة المثبتة على السياجات الحدودية الفاصلة بين الداخل المغربي والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلة، مما دفع البابا إلى وصفها بـ”غير الإنسانية”، إلى درجة أنه بكى تلك الليلة 
تأثرا بما شاهده.

وبينما كان البابا يجيب عن الأسئلة، فاجأ الصحافي البابا والمشاهدين بإشهار قطعة من الشفرات الحادة المثبتة في حدود سبتة ومليلية لمنع المهاجرين من الدخول إليها، ما جعل البابا يأخذ تلك القطعة، وبدأ ينظر إليها بتأثر كبير، قبل أن يتأسف على ذلك، قائلا: “هذا يظهر إلى أي حد نزلت إنسانية الإنسان”. وأضاف البابا: “هكذا هو اللاوعي الذي يبدو عاديا أكثر، لقد تأقلمنا مع هذا. لقد نسي العالم البكاء. هذا هو الشيء الأكثر لا إنسانية مما هو كائن”. وألقى البابا اللوم على أوروبا، واصف السياسة التي تعتمد في مجال الهجرة بـ”الخطيرة جدا”، مذكرا أن “أوروبا بناها المهاجرون الذين توافدوا عليها في إطار 
تدفقات الهجرة”.

واعترف البابا، خلال الندوة الصحافية التي عقدها على متن الطائرة في رحلة العودة من المغرب إلى روما، أنه بكى عندما مده الصحافي خرودي إبولي بـ”الشفرة الحادة” التي نزعها من أحد السياجات الحدودية لمليلية، شارحا: “بكيت لأنه لا العقل والقلب يقبل بكل هذه القسوة، أو مشاهدة الغرق في البحر الأبيض المتوسط بدل تحويل الموانئ إلى جسور”. وأكد أن “من يشيدون السياجات سينتهون كسجناء وراء تلك السياجات التي يشيدونها”.

وكرر البابا قائلا: “لا يمكنني تصديق وجود سياجات مزودة بشفرات حادة”. وعلى الرغم من إقرار البابا أمام 73 صحافيا معتمدا لدى الفاتيكان أن الثقل ينزل على كاهل الحكومات في قضية الهجرة، إلا أنه “يجب إيجاد حل لها بطريقة أخرى”، مبرزا أنه “مع السياجات لا يمكن التقدم، بل سنبقى منغلقين فقط”. وعاد لينتقد سياسة أوربا بالقول: “مشكل أوروبا، وهو المشكل الأكبر، هو أن نسيت؛ نسيت أن أبناءها طرقوا أبواب القارة الأمريكية بعد الحروب الأوروبية”. وخلص إلى أن الخوف يقود إلى الديكتاتورية، إذ قال: “الديكتاتوريات الكبرى في القرن الماضي بدأت بالخوف. الخوف هو المادة التي تبنى عليها الديكتاتوريات”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي