يطوفون حفاة حول “ضريح” سبع مرات، بالنسبة لهم هذا الضريح هو “الكعبة” ويصعدون إلى جبل “عرفة” وهو منطقة عبارة عن “صخرة” ويشربون ماء زمزم من بئر يُجاور الضريح، يؤدونَ مناسك الحج على أكمل وجه، لا فرق بينها وبين تلك التي تُقام في مكة المكرمة، إنه حج الفقراء ممن لا يستطيعون بسبب امكانياتهم المادية الذهاب إلى “الحج الحقيقي”.
هذا الضريح الواقع بجماعة “البدوزة” أو “الكاب” يبعد عن مدينة آسفي حوالي 40 كيلومترا، تحول منذ سنوات مضت، إلى “حج” تُقام فيه شعائر وطقوس خاصة، يبدأ الاستعداد لها قبل طلوع الشمس، وعلى موعد قار كل سنة من السابع من ذي الحجة، أيّ قبل عيد الأضحى بأيام قليلة.
يوجد ضريح “سيدي شاشكال” أو”سيد أحمد أشقال” كما يسمونه هنا إذ تختلف تسمياته، على شاطئ البحر فوق صخرة صلبة، تحج إليه مجموعة من المواطنين من المناطق المجاورة مثل لالافاطنة، والكرعان، وأولاد إبراهيم، ودوارالشليحات كل هؤلاء يقصدونه لأداء مناسك “حج الفقراء”.
وبحسب العارفين بخبايا “الحج” المفترض، فإن الرواية الشفهية حوله، أن والي الضريح رأى في منامه ملاكا وأعطاه ترخيصًا بحج الفقراء الذين لا يستطيعون إلى الحج سبيلا وجعل لهم هذا المكان، حيث توجد صخرة يُطلق عليها “جبل عرفة” وبقربها بئر أطلق عليه “بئر زمزم”.
أصبح السعي إلى حج “سيدي شاشكال” عادة عند مرتاديه، ويعتبرون ذلك طقس توارث منذ مئات السنين عند عدد من المواطنين بإقليم آسفي، وخصوصا في عهد المرابطين إذ أصدر عدد من العلماء فتوى تحرم الحج بسبب مخاطر الطريق من المغرب إلى مكة، ورغم أن والي المدينة الشيخ أبي محمد صالح في عهد الدولة الموحدية أقام ركاب الحجيج من آسفي إلى بيت الله الحرام، باعتبار أن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، إلا أن هذه “البدعة” ظلت إلى اليوم.
المثير في الأمر، كما عاين “اليوم24” أن الحج المذكور لم يعد حجًا للفقراء كما أطلقوا عليه وبرر مُريدوه طقوسهم فيه، بل أصبح يزوره كل عام من السابع من ذي الحجة، أُناس من مراتب اجتماعية مختلفة، يصلون إليه بسياراتهم الفارهة ويؤدونَ “مناسك الحج” المذكورة، ويقول زوار الضريح إن طقوس “الطوفة” أصبحت عادة..والحج أصبح مرتبطًا بـ”النية”.
وإلى جانب هذه الشعائر والطقوس التي تُقام، يبدو أن جماعة “البدوزة” تستفيد من الرواج السنوي للضريح، إذ كشف جمال الزرهوني، أحد رواد فن “العيطة” بآسفي ومهتم بالتراث، في تصريح لـ”اليوم24″ أن “الحج” يٌقام كل سنة، وتُقام فيه الذبيحة، إضافة لطقوس خاصة بالضريح وتعود أعرافه وتقاليده لسنوات طويلة، إذ دأب المئات من المواطنين على “التبرك به”.