الريسوني يتهم البيجيدي بذبح العربية

26 أغسطس 2019 - 19:00

لقي تصريح خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، حول فشل التعريب وتأكيده أن اللغة العربية عليها أن تتلاقح مع باقي اللغات من أجل أن تتطور، انتقادا واسعا من طرف المدافعين عن اللغة العربية ضد الفرنكوفونية، وهاجم الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، حكومة العثماني وحزب العدالة والتنمية، من خلال رده على الصمدي، معتبرا أن حزب المصباح يقوم بذبح اللغة العربية، ثم يمدحها أمام الناس، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن الصمدي، انضم وبطريقته الخاصة، إلى فريق المتحدثين عن فشل تجربة التعريب للمواد العلمية، إذ إن فريق فرنسا بالمغرب حقق نصرا كبيرا على المنتخب المغربي في مباراة العربية ضد الفرنسية في التعليم المغربي.

الريسوني، الذي خصص مقالا للرد على تصريحات الصمدي، اعتبر أن الصمدي « كاد يجهر بالحقيقة، أو بجزء منها، حين أشار إلى أن السبب الذي « فشّل » سياسة التعريب، هو أن التعريب توقف عند نهاية التعليم الثانوي، ولم ينتقل إلى الجامعة »، وهو ما جعل الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح يتساءل عمّن منع التعريب من الدخول إلى الجامعة؟ ولماذا تم هذا المنع؟ ولماذا « فشَّلوا » التعريب بهذه الطريقة؟ وهل هذا يعدُّ فشلا حقيقة؟ ».

ويرى الريسوني أنه « إذا كان سبب تفشيل التعريب هو إيقافه عند التعليم الثانوي، ومنعُه من العبور إلى الجامعة، أفلم يكن واجب خالد الصمدي وحزبه وحكومتهم، هو رفع هذا المانع، وترك التعريب يكمل تجربته ويحقق نجاحه، بدل الإجهاز عليه لفائدة الفرنسية؟ »، لافتا إلى أن الصمدي حاول التفريق بين التعريب واللغة العربية، إذ يعتبر أن « فشلُ سياسة التعريب ليس فشلا للغة العربية، التي مدحها وأشاد بقدراتها وصلاحيتها، والسؤال المحير هنا هو: ما فائدة هذه الإشادة باللغة العربية وقد حكمتم عليها بالإفراغ والإبعاد، مع النفاذ المعجل؟ ».

وشبه الفقيه المقاصدي تعامل حزب العدالة والتنمية ووزرائه مع اللغة العربية بالناس الذين يتفاخرون بأكباشهم ثم يذبحونها قائلا: « ماذا تستفيد اللغة العربية ممن يشارك في ذبحها، ثم يخرج إلى الناس بمدحها؟ لقد رأينا الناس هذه الأيام يفتخرون بأكباشهم وبجودتها وسمنها، ويحتفظون بصور تذكارية معها، ثم يكون ما يكون..؛ أعني: يمدحونها، ثم يذبحونها؟ ».

بدوره، انتقد الأكاديمي المتخصص في الدراسات المعجمية عبدالعلي الودغيري، ما قاله الصمدي، قائلا: « لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونُصفع صفعةً قوية توقظنا من غفلتنا، وتؤكد لنا كم كنا مخدوعين عندما اعتقدنا أن رجالاً من الحزب، الذي طالما رفعَ شعار الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية والمرجعية الإسلامية، هم الذين سوف يعزِّزون هذه الهوية ويعملون على التمكين للغة الأمة العربية الإسلامية وتقوية وجودها ».

وقال الودغيري إن « آخر هذه الصفعات » ما جاء على لسان خالد الصمدي، وردت فيه جمل وعبارات تمنى لو أنها « لا تأتي على لسانه هو شخصيّا » لاعتبارات كثيرة، أوّلها « كونه في الأصل أستاذًا جامعيا متخرجا من شعبة الدراسات الإٍسلامية المعرَّبة، وهذا تخصُّصه؛ وهو أوّل من كان يُفترَض فيه الدفاع عن العربية لا الاحتفال بفشلها كما يقول ».

أما الاعتبار الثاني، يقول الودغيري، فإن الصمدي كان من الأصدقاء الشباب الذين كان يُمَنّي النّفس بأن « يَجْرِي كثيرٌ من الخير لهذه البلاد على أيديهم »، مضيفا أن من بين الاعتبارات أيضا أنه « قياديّ في حزب كبير، طالما رفع شعار الهوية العربية الإسلامية، والدفاع عن حضارة لغة الأمة العربية الإسلامية، وطالما انتظرنا منه، بعدما آلت إليه قيادة الحكومة لمدة طويلة، أن يترك بصماته الواضحة التي تُترجِم صدقَ شعاراته إلى أقوال وأفعال، لا أن يتخلى عن كل ما عاهدَ عليه المغاربةَ، ويحتمي بحجة إكراهات السلطة، ويدافع عن أطروحات كان يهاجمها ويتظاهر ضدها بالأمس القريب ».

وانتقد الودغيري ما قاله الوزير الصمدي حول فشل سياسة التعريب عقب اكتفاء السياسات العمومية باعتمادها في الأقسام الأولى فقط، وعدم إيصالها إلى مُدرَّجات الجامعة، وترديده كما وصفه « خطاب أعداء العربية وخصومها الألِدَّة »، دون قول حقيقة أن « التعريب أُفشِل عن قصد وتعمُّد ».

وشدد المتخصص في الدراسات المعجميّة أنّ من أفشلَ التّعريب « هم من رفضوا مواصلة تعريب الجامعة بشكل تدريجي من الحكومات السابقة، كما أفشلَته الحكومةُ الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، بتواطؤ سافر مع التيار الفرنكفوني ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي