التفاصيل الكاملة حول وفاة عالم فيزياء مصري بمراكش

09 سبتمبر 2019 - 22:00

فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، مؤخرا، بحثا قضائيا تمهيديا في شأن وفاة عالم الفيزياء المصري، أبو بكر رمضان عبد المنعم رمضان، مساء الخميس المنصرم، خلال مشاركته في ورشة عمل حول التلوث البحري، نظمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأحد فنادق المنطقة السياحية “أكَدال” بالمدينة الحمراء، ابتداءً من الاثنين الفارط.

وقد استُهلت الأبحاث الأمنية بإعطاء الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش الأمر بإخضاع جثة العالم المصري الراحل، المزداد في 1958 بمحافظة القلوبية بمصر، لتشريح طبي بالمشرحة الكائنة بمستودع حفظ الأموات بمنطقة “أبواب مراكش”، وهي العملية التي قام بها ثلاثة أطباء، الجمعة الماضي، ويتعلق الأمر بالطبيبة الوحيدة المختصة في الطب الشرعي بمراكش، مريم الخليل، العاملة بمستشفى “ابن زهر”، المعروف لدى المراكشيين بمستشفى “المامونية”، بالإضافة إلى طبيبين مختصين في الطب العام يعملان بالمكتب الجماعي لحفظ الصحة، ومن المقرّر أن ينجز كل واحد منهم على حِدة تقريره حول نتائج التشريح المحدد للأسباب الحقيقية للوفاة، قبل أن يتم إرسال هذه التقارير الطبية الثلاثة إلى النيابة العامة المختصة.

السفير المصري بالمغرب، أشرف إبراهيم، أكد بأن النتائج الأولية للتشريح كشفت بأن الوفاة كانت بسبب سكتة قلبية، جازما، في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام مصرية، بأن “كل الشواهد تدل على أن الوفاة طبيعية، وليست هناك أي شبهة جنائية”.

وروى السفير المصري اللحظات الأخيرة التي سبقت وفاة رمضان، موضحا بأنه كان يشارك في اجتماع لورشة عمل المنظمة من طرف الوكالة الذرية للطاقة منذ بداية الشهر الجاري، قبل أن يشعر بإرهاق شديد، ويستأذن للصعود إلى غرفته ليتم إبلاغ إدارة الفندق بحالته الصحية المتدهورة، ليُنقل إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة، مشيرا إلى أن جثمانه سيُنقل من المغرب إلى مصر اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء.

وتابع السفير بأن العالم توجّه إلى غرفته، ويبدو أنه عندما شعر بالتعب الشديد فتح باب غرفته بالفندق، ومرّ أحد الأشخاص فوجده على السرير وقد خلع سترته وفتح أزرار قميصه (فكك هدومه) وهو يردد: ليس هناك أكسجين؟ (مفيش أكسجين.. مفيش أكسجين؟)، فتم نقله إلى المستشفى من قبل طبيب الفندق وتوفي في المستشفى”.

ونقل السفير عن أحد الشهود قوله إن “العالم أبو بكر عبدالمنعم كان غير قادر على التنفس، قبل أن يتم نقله إلى أحد المستشفيات القريبة، حيث توفي هناك”.

غير أن مسؤولا بإدارة “المصحة الدولية”، التي نقُل إليها رمضان، كانت له رواية أخرى مخالفة للسفير المصري في تحديد مكان الوفاة، فقد أكد المسؤول المذكور لـ”أخبار اليوم” بأن العالم المصري وصل إليها متوفيا، حوالي الرابعة من بعد زوال الخميس الماضي، مرجحا بأن يكون توفي قبل 10 دقائق من وصوله إلى هذه المصحة الطبية الخاصة، الواقعة بمنطقة “باب إيغلي”، قبل أن يتم نقل جثته توّا من المصحة إلى المستودع البلدي لحفظ الأموات، حيث تم إخضاعها للتشريح الطبي.

وقد كانت تقارير إعلامية أوردت رواية لزميل تونسي للعالم المصري المتوفي، الذي سبق أن تم تكليفه إلى جانب خبراء آخرين، عام 2015، بدراسة الآثار المحتملة للمفاعلات النووية “بوشهر” في إيران و”ديمونة” في إسرائيل، يقول فيها إن هذا الأخير تناول عصير برتقال، وبعدها أخبرهم بشعوره بالتعب، لكن السفير المصري علق على ذلك بالقول إنه “يشربه يوميا”، مضيفا بأن جميع أعضاء المجموعة المشاركة في الورشة العلمية تناولوا العشاء، قبلها بيوم واحد، في أحد المطاعم، لافتا إلى أن كل المجموعة من العرب.

هذا، وكان العالم المصري، الذي سبق له أن شغل منصب رئيس للشبكة القومية للرصد الإشعاعي بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، نشر على حسابه بأنستغرام، حوالي الساعة الخامسة من مساء الأربعاء الفائت، صورا توثق مشاركته في الورشة العلمية بمراكش، إذ ظهر في إحداها وهو يتحدث إلى مشارك آخر، وهو يحمل بيده كوبا من عصير البرتقال، وعلق على هذه الصور كاتبا: “الاجتماع النهائي لورشة عمل للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن دراسة الاتجاهات الزمنية للتلوث في المناطق الساحلية، من خلال تطبيق الأدوات النظرية والنووية، شتنبر 2019، مراكش، المغرب”.

في غضون ذلك، أثارت وفاة العالم المصري جدلا حادا بوسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، بين من شكك في الرواية الرسمية المغربية ـ المصرية للوفاة، وربطها باغتيال مجموعة من العلماء العرب على يد جهاز الموساد الإسرائيلي، وبين من دعا إلى التخلص من “عقدة المؤامرة”، مؤكدا بأن الوفاة كانت طبيعية وبسبب أزمة قلبية حادة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي