حنان تكشف قصة تعنيفها في "ماستر شاف": سامحت المعتدي وشاركت قصتي لتستفيد منها أخريات - حوار

13 فبراير 2020 - 19:20

أماطت حنان، مشاركة في برنامج « ماستر شاف » المغرب، في نسخته الأولى، أمس الأربعاء، الستار عن واقعة تعرضها للتعنيف من طرف مشارك معها في المسابقة، الأمر الذي لقي تفاعلا في مجموعة فايسبوكية، ثم ذاع الخبر منها بعد ذلك عر وسائط التواصل.

حنان المعزة، البالغة من العمر 33سنة، تقيم اليوم في ليكسمبورغ، وتمكنت من تحقيق بعض من أحلامها، ولا تزال ترغب في الوصول إلى المزيد، أكدت في حوارها مع « اليوم 24″، أن الهدف من خطوة كشفها الواقعة ليس إساءة إلى البرنامج، أو المشترك الذي سامحته، وإنما فقط لمشاركة تجربتها مع أخريات، وتشجعيهن على فرض أنفسهن.

« اليوم24 » أجرى الحوار التالي مع الطباخة، والمدونة، حنان المعزة، التي كانت مشاركة في النسخة الأولى من برنامج ماستر شاف، وهذا ما قالته:

حنان.. أمطت الستار، أخيرا، عن تعرضك للعنف في برنامج « ماستر شاف » عام 2015، حدثينا عن الموضوع.

في الحقيقة هو مشكل متشعب، هناك أشياء لا أريد أن أقولها، واعتبرها مجرد صراعات تتولد أثناء المنافسة، خصوصا أنني لا أريد المساس بسمعة المشترك المعتدي.

العنف في البرامج أمر غير متوقع.. ماذا عن هذا الأمر؟

لا، بل العكس، هناك مجموعة من البرامج يحضر فيها العنف، وإن لم يكن باديا جسديا، فهناك عنف نفسي نعيشه، وضغوطات نفسية، خصوصا أن المنافسة كانت حول جائزة قيمتها 40 مليون سنتيم.. وفي مثل هذا الوضع، الكل يستعمل جميع الأسلحة، التي يستبيحها من عنف، وتحايل، ومحاولة التقرب من المسؤولين عن المسابقة، ناهيك عن تشكيل تكتلات، تحارب بعضها فتتولد الشجارات.

كيف اقتنعت بمسامحة المعتدي، ومواصلة البرنامج؟

تجاوزت المشكل بكل حب، تحدثت مع نفسي، ووجدت أنه لا يمكنني أن أكون سببا في الزج بالمشترك المعتدي في السجن، خصوصا أنه متزوج، وعائلته الكبيرة تعاملت معي برقي، وقد اعتذر مني لاحقا.

أرى أن السجن يولد المجرمين، ولا يصلح العيوب كما يشاع، لذلك تجاوزت عنه، وتابعت حالتي الصحية مع طبيب، ثم أكملت رحلة البرنامج.

مرت 5 سنوات عن هذا المشكل، لما قررت الحديث عنه اليوم؟

المجموعة الفايسبوكية المسماة « الرائعة »، التي نشرت فيها قصتي، غيرت حياتي من قبل، وهي تضم عددا كبيرا من الفتيات، والسيدات، فقررت أن أحكي تجربتي لتستفيد منها أخريات.

هنا افتح قوسا عن ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا العربية عموما، والمغربية خصوصا، وهي ظاهرة التربية بالتخويف تخويف الفتيات.. نعلم أن شرف الفتاة يجلب قيمة للأسرة، وموصى به في ديننا باحترم هذا المبدأ، لكن أن تكون الوسيلة لتحقيق ذلك هو تخويف الفتاة من كل شيء، فهنا لا أتفق، وأرفض ذلك وبشدة.
كيف يعقل أن تخاف الفتاة من أشياء تافهة هي بمثابة حقوق لها حتى يصير الخوف جزءا من تربيتها، وأقول إن كل فتاة تدخل صندوق الخوف فقد أجهضت كل أحلامها.. أما أنا فقد كسرت صندوق الخوف، وخرجت منه، كسرت صندوق العنوسة، والعهر و…و…و…

بعد تجربة ماستر شاف، ماذا عن مسارك المهني؟

ظلمت في برنامج ماستر شاف، ومنابر إعلامية تطرقت لذلك آنذاك، وقد اتضح أن المغاربة أذكياء، ويفهمون أنني كنت استحق اللقب.. المتشرك، الذي نافسني في النهائي، وفاز، هو ابن مسؤول معروف، لا أرغب في ذكر اسمه.

لكن بعد كل هذا، أسست مدرسة بالشراكة مع جهة مختصة، لتعليم الأطفال الطبخ، ثم أتيحت لي الفرصة لتقديم  برنامج تلفزي، لكن ذلك تزامن مع فرصة أخرى للهجرة إلى ليكسمبورغ، ففضلت هذه الأخيرة.. هنا في بلاد المهجر تزوجت، وأنشط في صفحتي على أنستغرام، هي خاصة بوصفات الطبخ تحت اسم » Hananemasterchef »، وأدعوا جميع المهتمين إلى زيارتها، وفي الوقت نفسه أشتغل كمسؤولة عن المطبخ في أحد المطاعم.

 لماذا فضلت الهجرة مقابل التخلي عن فرصة برنامج كان من الممكن أن يمنحك الشهرة؟

نعم حلمي هو تقديم برنامج تلفزي خاص بالطبخ، لكن كنت قد وعدت المطعم بالعمل معه، بعدما تابعني صاحبه في البرنامج، وطرح علي فكرة العمل معه، إضافة إلى أني أومن بمقولة « قليل ومداوم ولا كثير ومقطوع »، البرنامج طرح علي فيما بعد فكرة تصويره من لكسمبورغ، لكن لدي انشغالات اخرى، ويبقى الأمر حلما قائما، إلى جانب رغبتي في إنشاء مشروع متعلق بتموين الحفلات.

بعد الهجرة.. كيف وجدت وضع ظاهرة العنف في أوربا؟

أبدا، لم أشعر هنا بوجود أي عنف..  الأوربيون تفكيرهم راق اتجاه المرأة، ويظهر ذلك في شوارعهم، الحب يدوم حتى الشيخوخة، وفي كل مناسبة يتبادلون الهدايا، زوجي فرنسي إيطالي (مسلم)، ومعاملته لي حسنة إلى درجة كبيرة، لم أر منه أي عنف لا جسدي، ولا معنوي، أو من أسرته، كما يحدث كثيرا في المغرب.

قبل أن نختتم حديثنا، ما هي رسالتك إلى السيدات اللائي يتعرضن للعنف بكل أنواعه؟

أقول لهن، من خلال معاناتكن، يمكنكن صناعة النجاح، يمكنكن أن تجعلن من الأمر حافزا لتحقيق ذواتكن، دون السماح للأمر بأن يتكرر، حتى المتزوجات، فالطلاق ليس نهاية العالم، سامحت مشترك ماستر شاف فعلا، لكن لو كان الأمر متعلقا بزوجي لانفصلت عنه دون تردد، الزواج أو الطلاق، أو وصف عاهرة غير مهم، خصوصا إذا كان كل ذلك يحول دون تحقيق الأحلام، والأهداف.

Screenshot_20200213-130006

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي