تقرير رسمي كوبي يصف لقاء المغاربة بالناجح والإنجاز.. كوبا تقترب من المغرب والجزائر تبتعد

08 مارس 2020 - 21:00

في الوقت الذي تبنت فيه القيادة الجزائرية الجديدة بزعامة الرئيس عبد المجيد تبون دبلوماسية عدوانية تجاه المغرب، عكس الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يحافظ على نوع من الود مع الرباط؛ أصبحت القيادة الكوبية الجديدة بقيادة الرئيس ميغيل دياث كانيل، مهادنة للمغرب، عكس القيادة السابقة بزعامة راوول كاسترو وقبله فيديل كاسترو التي كانت أكثر عدوانية تجاه المغرب. إذ منذ الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى العاصمة الكوبية هافانا في أبريل 2017 وتجاوز القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، تخلت القيادة الجديدة عن اللغة الدبلوماسية القديمة التي كانت تهاجم وتعادي المغرب، فحتى وزير الخارجية الكوبي، برونو رودرغيز، تجنب أثناء استقباله، يوم الاثنين الماضي، ما يسمى سفير الجبهة في هافانا، ماء العينين إتكانا، كما أن وكالة الأنباء الكوبية “برينسا لاتينا” لم تشر إلى المغرب.

في هذا الصدد، اكتفى وزير الخارجية الكوبي بعد اللقاء بالتغريد قائلا: “استقبلت في مقر الخارجية سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ماء العينين إتكانا، الذي ستنتهي مهمته في كوبا قريبا. ننظر بارتياح إلى تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات الصداقة التاريخية التي توحدنا”.

بدورها لخصت الوكالة الكوبية العلاقات التي تجمع كوبا والجبهة في شقها الإنساني، بالإشارة إلى وجود فريق طبي وأخر تربوي في مخيمات تيندوف، حيث يقدم خدماته في مدرسة تسمى “سيمون بوليفار”، وهي مؤسسة أسست بموجب اتفاق بين كوبا وفنزويلا قبل التغيرات الحالية التي يعرفها العالم في هذه الأيام. وأوضحت الوكالة أن السلطات الكوبية كونت حوالي 4 ألف طالب صحراوي منذ سنة 1977.

وفي سابقة من نوعها، أدرج تقرير رسمي لوزارة الخارجية الكوبية اللقاء الذي جمع بين الرئيس الكوبي ووزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ضمن الإنجازات والنجاحات التي حققتها الدبلوماسية الكوبية في 2019. وأوضح التقرير أن الأمر يتعلق بالاجتماع الذي عقداه على هامش الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة السنة المنصرمة في نيويورك. علما أن التقرير أشار، كذلك، إلى اللقاء الذي جمع بين الرئيس الكوبي وإبراهيم غالي، زعيم الجبهة، والرئيس الجزائري المؤقت قبل انتخاب عبد المجيد تبون.

ويتضح أن العلاقات الثنائية بين الرباط وهافانا عادت إلى مجراها الطبيعي، إذ أن سفير كوبا بالرباط، خافيير دوموكوس رويث، أصبح يتحرك بشكل عاد، إذ رغم التوجه الاشتراكي للقيادة الكوبية، إلا أن هذا لم يمنع خافيير رويث من الاجتماع بداية هذا الأسبوع بعمدة الرباط عن حزب العدالة والتنمية، محمد صديقي، حيث تباحثا حول مواضيع عدة ذات الاهتمام المشترك، من بينها التعاون في مجالات مثل الثقافة والمآثر التاريخية. وكان الملك محمد السادس استقبل في 22 يناير 2019 بالقصر الملكي بالرباط، عددا من السفراء الأجانب، الذين قدموا أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة لبلدانهم بالمملكة، من بينهم خافيير دوموكوس رويز سفير جمهورية كوبا، علما أنه في الفترة ما بين 2017 ويناير 2019 كان سفير كوبا بباريس هو المكلف بالملف المغربي.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي