نقطة نظام.. الإنسان أولا

05 أبريل 2020 - 03:00

بعض التجارب لا تتطلب انتظار انتهائها من أجل استخلاص دروسها، وإن كان هناك من درس أولي يمكن استخلاصه من محنة وباء «كورونا»، فهو إعادة عقارب التفكير إلى الإنسان باعتباره الضمانة الحقيقية للاستقرار والأمن والتنمية…

يكفي أن ننظر إلى العالم بشرقه وغربه، رأسمالييه وشيوعييه، أغنيائه وفقرائه، لندرك أن ما بعد الوباء سيكون مرحلة لإعادة التفكير في الإنسان ومكانته داخل المنظومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فقد هيمنت على العالم، في العقود الماضية، عقيدة كادت تحوّل الإنسان إلى مجرد «إكسسوار» لأساسيات هي الثروة والقوة والدولة والرأسمال العابر للقارات…

في المغرب لن نكون، حتما، في غنى عن مثل هذه الدروس، فقد شهدنا في الفترة الأخيرة موجة تبشير قوي بما يشبه التخلي عن الإنسان، وتحويل أهم مقومات بنائه، في مقدمتها التعليم والصحة، إلى بضاعة يحدد وفرتها وشروط ولوجها قانون السوق بطلبه وعرضه.

ها نحن اليوم نرى كيف علّقت الميزانيات، واختفت معلّقات المؤسسات المالية الدولية، وجمّدت الاستثمارات، ونزلت القوات الأمنية والعسكرية إلى الشوارع، لا لشيء سوى لحماية الإنسان. ها نحن نكتشف من جديد أنه لا دولة ولا قوة ولا استقرار ولا أمن دون هذا الإنسان، ونلمس الثمن الباهظ الذي ندفعه جراء تأخرنا أو تقصيرنا في الرقي بالإنسان المغربي، صحة وتعليما ووعيا وحرية.

قديما قيل «رب ضارة نافعة»، وإن كان لجائحة كورونا من مزايا، فهي هذه الاستعادة التي لن يكون هناك محيد عنها لمحورية الإنسان.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي