نقطة نظام.. الاحتلال والاحتيال

16 مايو 2020 - 03:00

لا يمكننا إلا أن نرفع القبعة مرتين للسلطات المغربية، مرة للقرار الرافض نزول طائرة إسرائيلية فوق مدرج مطار مغربي لترحيل حاملين للجنسية الإسرائيلية من الدار البيضاء إلى تل أبيب. ومرة ثانية لتفطنها وتصديها للخطة الإماراتية الإسرائيلية التي حاولت تنفيذ عملية الترحيل بعيدا عن أعين السلطات المغربية، والتي لم تخف جريدة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أنها كانت خطأ.

لقد اشترط المغرب، بعدما قبل ترحيل العالقين، أن تقوم بذلك طائرة خاصة، لا علاقة لها بالاحتلال الإسرائيلي ولا بالاحتيال الإماراتي، الذي أصبح يتحدى القانون الدولي، ويستهتر بكل الأعراف الدبلوماسية، ويعتقد أن كل الدول مثل اليمن وليبيا، يجوز لطائراته أن تحط في أراضيها متى وكيفما تشاء.

الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذا الموقف المغربي، الذي يعبِّر عن إرادة الغالبية العظمى من المغاربة -وإن كان يزعج قلة قليلة من أصدقاء مكتب الاتصال الإسرائيلي في السلطة كما في الإعلام وفي المجتمع المدني- هو أن الدولة لا يمكن أن تسبح ضد التيار عندما ترى إجماع الشعب وقواه الحية على أمر ما.

فهذا الإجماع الذي لم يكن، في السابق، يحدث حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمس حقوق وحريات المواطن المغربي، وكان يبقى مقتصرا على القضايا ذات الارتباط بما هو أخلاقي (العفو عن كالفين) أو قومي (القضية الفلسطينية)، يبدو أنه بدأ يتحول إلى ما هو اجتماعي واقتصادي وسياسي، مثلما حدث في حملة المقاطعة الشعبية، أو مع مشروع قانون «تكميم الأفواه»… وهذه خطوة أولى في جعل الدولة تعتبر قوت المغاربة وحريتهم خطا أحمر.. خطوة نحو الديمقراطية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

شوكت مبارك منذ 3 سنوات

نعم للمملكة المغربية، دولة قوية بملكيتها وشعبها الأبي القوي بمشيئة الله. الدول القوية تقوت بشعوبها لا بمستعمريها ولا بدول في محيطها. الإدارة السياسية والإقتصادية والإجتماعية تقوم على قوة شعب متعلم واع فخور بجنسيته وبشخصيته وقوة مسؤوليه والتزامهم بأخلاق ومبادئ الإنسانية العظمى التي تضمن التقدم المنشود والعيش الكريم والعدالة الإجتماعية. في غياب هذه الشروط لاتنمية ولا تقدم ولا دولة قوية بمواطنيها.

التالي