لجنة التضامن مع الريسوني: اعتقال ظالم وكتابات الصحافي وراء تحريك البحث القضائي

26 مايو 2020 - 11:43

أدانت لجنة التضامن مع الصحافي، سليمان الريسوني، الانتهاكات، التي طالت عملية توقيفه، مؤكدة اقتناعها بأن كتاباته، التي تصف السلطة بـ”الاستبداد”، و”الفساد” بطريقة منتظمة، وانتقاده الأخير لأداء المصالح الأمنية، والنيابة العامة في إطار تدبير حالة الطوارئ الصحية، هما أحد الأسباب الكامنة وراء هذا الاعتقال، وتحريك البحث القضائي، وتدبيره بهذه الطريقة، التي لا تحترم الضمانات الدستورية، والقانونية، بحسب البلاغ.

وأوضحت اللجنة، التي تتكون من صحافيين، وحقوقيين، في أول بلاغ لها، اليوم الثلاثاء، عقب اجتماعها عن بعد، أنه تم رصد عدد من الخروقات، التي طالت الصحافي المعتقل، على رأسها أن استدعاء أي مواطن من لدن الشرطة القضائية، في إطار البحث التمهيدي، لا يخول بأي حال من الأحوال لأية سلطة كانت إلقاء القبض عليه بدعوى المثول أمامها.

‎وبالرجوع إلى موضوع البحث التمهيدي، قالت اللجنة إنه تبين أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء لجأ إلى فتح بحث تمهيدي بناء على تدوينة منشورة في الموقع الاجتماعي “فايسبوك” من لدن شخص بهوية غير حقيقية، ينسب فيها أفعالا جرمية لشخص مجهول، ودون تحديد مكان وقوع تلك الأفعال الجرمية، ما جعل اللجنة تتساءل عن الإجراء القانوني، الذي سمح للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء بالجزم بأنه هو المختص ترابيًا بإجراء البحث التمهيدي المذكور.

‎وقد عبر المشاركون، في الاجتماعين التأسيسيين للجنة، عن استغرابهم كيف أن أحد المواقع الإلكترونية تنبأ باعتقال الصحافي سليمان الريسوني، قبل بداية البحث التمهيدي، المشمول بالسرية كما ينص على ذلك القانون، بل وقبل انفجار القضية إعلاميا، وكان الموقع حاضرا ليشارك في تصوير عملية إلقاء القبض على الصحافي سليمان الريسوني، متسائلة: “أين هي الحدود بين بعض الإعلام وبعض الأمن؟”.

‎وأدانت اللجنة نفسها انتهاك الحقوق الدستورية للصحافي المعتقل، مثيرة انتباه الرأي العام إلى أداء النيابة العامة بخصوص البحث القضائي، الذي أجرته بناء على ادعاء مواطن مجهول الهوية، متشبثة ب كتابات الريسوني، أحد الأسباب الكامنة وراء هذا الاعتقال، ووراء تحريك هذا البحث القضائي، وتدبيره بهذه الطريقة التي قالت إنها لا تحترم الضمانات الدستورية والقانونية.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك رداً على عبد الكبير إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مرافعة مواطن منذ 3 سنوات

لا حول و لا قوة إلا بالله ، حسبنا الله و نعم الوكيل

عبد الكبير منذ 3 سنوات

كل مواطن مغربي لبيب و متتبع يعلم علم اليقين بأن اعتقال الأستاذ سليمان الريسوني جاء على خلفية ما كتبه عن اختفاء بلاغات الحموشي و عبد النبوي، و لكن السبب الحقيقي لا يكمن في انتقاد الأمن و العدالة، و لكن في المقارنة التي قام بها بين النظامين في مصر و المغرب، مبينا بأن النظام المصري المتخلف حقوقيا و الذي يعتبر دكتاتورية أرحم بمواطنيه من المخزن المغربي الذي يرسل مواطنيه للسجن بدل الاكتفاء بالغرامة كما هو الشأن في مصر، و لا داعي لتوضيح الواضحات. التضامن لا يكون بالخطابات و الشعارات، بل بالأفعال و بما أن كل هؤلاء الحقوقيون مقتنعون بالسبب وراء الاعتقال، فلماذا لا يقوم كل تواق للعدالة الحقيقية و حرية التعبير بنشر المقال على أوسع نطاق على المواقع الإلكترونية و شبكات التواصل و بعنوان بارز : هذا هو المقال الذي اعتقل بسببه الصحفي سليمان الريسوني مع تحليل لمضمونه و التركيز على العبارات التي اعتبرت مسا بأشخاص و مؤسسات، في أن الأمر يتعلق بواقع ملموس و ليس بنسج من الخيال.

التالي