أزمة جديدة.. تراشق بين البام والأحرار بسبب «كتيبة الأعيان»

11 يوليو 2020 - 19:00

يستمر التراشق بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، منذ انتخاب الأمين العام الجديد للبام، المحامي عبداللطيف وهبي، فقد كان هذا الأخير موضوع “قصف كلامي” مجددا من لدن رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للأحرار، والتي انتقص فيها من وهبي، عندما قال بأن “الأصالة والمعاصرة يستحق زعيما في مستوى الحزب”.

رد الباميين على تصريحات الطالبي العلمي، لم يتأخر كثيرا، إذ هاجمه الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، عبداللطيف الغلبزوري، في تصريح عبر الموقع الإلكتروني لحزب الجرار، دافع فيه عن عبداللطيف وهبي، عندما قال “بأن هذا الأخير تم انتخابه من طرف الباميين والباميات في المؤتمر الوطني وفق قوانين وأنظمة الحزب، وبعد صراع حاد دام أكثر من سنة، وهو ما لا يقع إلا في الأحزاب الحية، والتي تزخر بالنقاشات الفكرية وبالرؤى السياسية والتصورات المختلفة”.

وهاجم الغلبزوري السياسة التي ينتهجها الأحرار والمحاولات المستمرة والمتكررة لاستمالة منتخبي البام بالجماعات الترابية، معتبرا أن “هذا النهج أضحى واضح المعالم لدى الإخوان في حزب الأحرار، خصوصا في جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث لا يخفى على الفاعلين السياسيين، حجم الضغوطات والتأثيرات التي تمارس على مستشاري الأصالة والمعاصرة في الأقاليم الثمانية بالجهة”.

وحول ما إذا كان يقصد الغلبزوري ما يتعرض له البرلماني العربي المحيرشي في الآونة الأخيرة، قال الأمين العام الجهوي للبام، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، إن الأمر كذلك، وأيضا ما يتعرض له منتخبو حزبه في إقليم شفشاون، معتبرا أن كل تلك الضغوطات “تصب في مصلحة حزب وحيد وهو التجمع الوطني للأحرار، بهدف إرجاع الحياة إليه”.

واستبعد الغلبزوري أن تكون لهذه الضغوطات علاقة بتصريحات وهبي التي انتقد فيها الطالبي العلمي، معتبرا أن محاولات استمالة ناخبي البام للأحرار، بدأت منذ أكثر من سنة، أي قبل تولي المحامي والبرلماني عبداللطيف وهبي، قمرة قيادة البام، خلفا لحكيم بنشماش، حيث أنها تتجاوز في بعض المظاهر التسخينات العادية التي تتزامن عادة مع قرب موعد كل استحقاق انتخابي، إذ إنها أصبحت مع مرور الوقت سلوكا ممنهجا وحيدا يتبعه حزب عزيز أخنوش طمعا في توسيع قاعدته الانتخابية”.

وعاد هذا التراشق الكلامي الحاد إلى الواجهة، بعدما كان عبداللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، طالب بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق في فضيحة الخروقات المحتملة في صفقة وزارة الشباب والرياضة خلال الفترة التي تولى فيها رشيد الطالبي العلمي، تدبير شؤون الوزارة، ولعل أبرز ضجة أثيرت مؤخرا، تفويته صفقة بقيمة 250 مليون سنتيم لشركة إنشاء المواقع الإلكتروني، تولت إنشاء منصة رقمية خاصة بالمخيمات الصيفية، في حين يقول خبراء تقنيات المعلوميات، أن تكلفتها لا تتعدى 20 مليون سنتيم بهامش أرباح المقاولة النائلة للصفقة.

من جانب آخر، قالت مصادر من البيت الداخلي للتجمع الوطني للأحرار، في حديث مع الجريدة، إن هذه التحركات تندرج في سياق التحضير الشخصي لرشيد الطالبي العلمي، الذي عبر عن رغبته الصريحة في المنافسة على منصب رئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، في غمار الاستحقاقات الانتخابية الجماعية والجهوية المقبلة.

هذا، وأعادت اتهامات عبداللطيف الغلبزوري، إلى الواجهة شكاوى عدد من الأحزاب السياسية في إقليم شفشاون إزاء بعض التحركات التي يشتم منها رائحة الاستهداف تجاه مجموعة من الأحزاب الممثلة في الهيئات المنتخبة في المجالس الجماعية، ومجلس الجهة، حيث تصب كلها في اتجاه حزب واحد هو التجمع الوطني للأحرار، خاصة في بعض الدوائر الانتخابية التي يوجد فيها البام والبيجيدي والاتحاد الاشتراكي بقوة.

لكن بعض الملاحظين يرون أن المستهدف الرئيس، هو حزب الأصالة والمعاصرة الذي يلدغ من الجرح نفسه، والذي سبق أن لدغت منه أحزاب سياسية منافسة خلال الاستحقاقات السابقة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي