سلطات فاس تُواصل الإغلاق الشامل للأحياء والتجمعات السكنية الموبوءة

14 أغسطس 2020 - 23:00

عجل المنحى المقلق الذي يُواصل فيه كورونا حصد الأرواح وتسجيل إصابات جديدة بالفيروس التاجي، بلجوء سلطات فاس إلى إغلاق عدد من الأحياء بالمدينة، والتي رصدت بها أخيرا بؤرا عائلية ومهنية، تسببت في رفع عدد المصابين من 1718 إصابة سجلت خلال فترة ما قبل 20 يوليوز الماضي، إلى 4242 حالة، حسب الإحصائيات الرسمية لحصيلة الـ24 ساعة الماضية حتى صباح أمس الخميس، أي بزيادة 2524 حاملا للفيروس في أقل من شهر.

وعلى خلفية هذا الوضع الوبائي المقلق بالعاصمة العلمية، أوردت مصادر عليمة لـ«أخبار اليوم» أن «خلية الأزمة» التي يرأسها العاملان الموفدان من لدن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، عشية خروج القرار الحكومي في الخامس من غشت الجاري، لفرض تدابير وإجراءات احترازية لمواجهة تفشي الفيروس بعمالتي فاس وطنجة، قامت بتوسيع دائرة الأحياء التي استهدفها قرار الإغلاق، بعد تنفيذ هذا القرار، لتشمل حيين شعبيين بالمقاطعة الجماعية «جنان الورد».

وعرفت المقاطعة الجماعية بنسودة، أول أمس الأربعاء، استنفارا أمنيا لتنفيذ قرار إغلاق عدد من الشوارع والأزقة والإقامات السكنية، بينها حي الضحى «عصرة الزيتون»، و«حي زواغة»، و«لالة سكينة»، و«المرجة»، فيما وصلت الحواجز الحديدية إلى حي طارق المحاذي للإقامة الملكية المخصصة لولي العهد الحسن، حيث عزلت هذه المنطقة عن أزقة الحي الشعبي «زواغة»، كما شمل قرار الإغلاق حي «عوينت الحجاج» الشعبي التابع للمقاطعة الجماعية «سايس»، وجزءا من النفوذ الترابي لمقاطعة «المرينيين»، خصوصا أحياء بمنطقة بندباب، والتي تعرف تفشيا للوباء.

 هذا، وجندت سلطات فاس جهود مختلف الأجهزة الأمنية، من عناصر الشرطة والدرك وأفراد القوات المساعدة وفرق تابعة للقوات المسلحة الملكية، والتي نُشرت دورياتها وعرباتها أخيرا بمختلف شوارع المدينة والنقط الأمنية، للمشاركة في فرض احترام حالة الحجر المشدد الذي فرضته السلطات العمومية تنفيذا للقرار الحكومي الصادر منتصف الأسبوع الماضي للحد من الانتشار المقلق للوباء.

كورونا يواصل حصد الأرواح بفاس

باتت مدينة فاس من أكثر المدن المغربية تسجيلا لحالات الوفيات بسبب مضاعفات الوباء، حيث أحصت المدينة، خلال الـ24 ساعة الماضية حتى صباح أمس الخميس، 4 وفيات دفعة واحدة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة، ما رفع معدل الإماتة بالعاصمة العلمية إلى 84 متوفى، أي بزيادة 57 حالة وفاة جديدة في أقل من شهرين، جلها أحصيت بمدينة فاس، فيما لم يتجاوز معدل الإماتة أربع وفيات بمدن مكناس وإفران وتازة وصفرو.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور علي الدرقاوي، في تصريح أدلى به للصحافة، إن قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس بات يواجه صعوبات في الاستجابة للحالات الحرجة من مرضى كوفيد19، والتي هي في تزايد مستمر يوما بعد يوم، ما رفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى التنفس الاصطناعي، يوازيه ارتفاع في معدل الإماتة وسط حالات وصل أغلبها إلى المركز في وضعية متقدمة من الإصابة بالفيروس، ويعاني أصحابها أمراضا مزمنة.

من جهته، حذر مصدر طبي بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس من المنحى التصاعدي المخيف والمقلق للحالات الحرجة جراء مضاعفات الوباء، والتي ترد على الجناح المخصص لمرضى كوفيد19، حيث بلغ عدد هذه الحالات، حتى صباح أمس الخميس، أزيد من 15 حالة، منها 10 حالات تحت التنفس الاصطناعي، ما يؤشر، حسب مصدر طبي، على ارتفاع مرتقب في معدل الإماتة بكورونا في مدينة فاس، يوازيه بطء في حالات التعافي من المرض، والتي بلغ عددها، حسب المديرية الجهوية للصحة بفاس، 127 حالة تعافٍ جديدة خلال يوم أول أمس الأربعاء؛ 90 منها بمدينة فاس و17 بكل من مكناس وصفرو، تليهما إفران بتسجيلها ثلاث حالات تعافٍ جديدة.

الفيروس يكتسح جميع مناطق الجهة 

أظهرت المعطيات الرسمية حول الإصابات المسجلة بجهة فاس-مكناس، خلال الـ24 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الخميس، تسجيل 113 إصابة جديدة، منها 66 حالة أحصيت بمدينة فاس، التي عرفت، منذ بداية الأسبوع الجاري، تراجعا لافتا في عدد المصابين بعدما ظل معدل حاملي الفيروس لا ينزل عن مائة مصاب، وهو ما فسره مصدر طبي بالصعوبات التي بات يواجهها مركز التشخيص والفرز واستقبال الحالات المشتبه بها، في مستشفى ابن البيطار القريب من مقر المديرية الجهوية للصحة بظهر المهراز، حيث باتت طوابير طويلة ترابط أمام هذا المركز لإجراء التحاليل المخبرية، فيما استبعد المصدر أن يكون هذا الانخفاض النسبي في عدد الإصابات مؤشرا على تحسن الوضعية الوبائية بالحاضرة الإدريسية، التي ستعرف أرقاما مرعبة في الإصابات بعد حصول تقدم في إنجاز التحليلات وظهور نتائجها.

وتوزعت بقية الإصابات بين باقي أقاليم الجهة، حيث سجلت مدينة مكناس، التي يوجد بمستشفياتها 220 مريضا بكورونا تحت العلاج، 27 حالة جديدة مؤكدة، تليها صفرو بسبع إصابات، وإفران بخمس حالات جديدة، ومولاي يعقوب بثلاثة مرضى جدد، وتاونات وتازة بحالتين لكل واحدة منهما، فيما سجلت إصابة واحدة فقط خلال الـ24 ساعة الماضية بإقليم بولمان، أما الحاجب، فلم تسجل بها أي حالة جديدة، وذلك بعدما أُحصيت بهذا الإقليم تسع إصابات يوم الثلاثاء الماضي.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي