نزاع الـ45 عامًا.. المغرب و"البوليساريو" وبينهما الصحراء

20 نوفمبر 2020 - 21:00

تصاعد التوتر بين المغرب وجبهة « البوليساريو »، في الأسابيع الماضية؛ إثر عرقلة الأخيرة عبور شاحنات مغربية إلى موريتانيا عبر معبر الكركرات.

وفي 13 نونبر الجاري، أعلنت الخارجية المغربية، في بيان، تحرك بلادها لوقف ما أسمته « الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة » للجبهة في الكركرات.

وقال الجيش المغربي، عبر بيان في وقت لاحق من اليوم نفسه، إن المعبر « أصبح مؤمنا بشكل كامل »، بعد إقامة حزام أمني يضمن تدفق السلع والأفراد.

وفي اليوم التالي، ردت « البوليساريو » بإعلان انتهاء التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه مع المغرب عام 1991.

وأعلنت الرباط، في 15 نوفمبر، استئناف حركة النقل في معبر الكركرات، ومرور العشرات من شاحنات نقل البضائع، بعد عرقلت سيرها لنحو 3 أسابيع.

تلك التطورات المتسارعة أعادت تسليط الضوء على صراع حول إقليم الصحراء مستمر منذ أكثر من أربعة عقود.

** « المسيرة الخضراء »

في 16 أكتوبر 1975، صدر رأي استشاري لمحكمة العدل الدولية حول إقليم الصحراء قال إنه لم يكن أرضا بلا سيد، مؤكدا وجود روابط البيعة بين سلطان المغرب وقبائل الصحراء.

وفي 22 أكتوبر 1975، نص قرار لمجلس الأمن على أن الأطراف المعنية يمكنها إجراء مفاوضات لتسوية النزاع سلميا.

وفي 6 نوفمبر 1975، لبى 350 ألف مواطن نداء العاهل المغربي آنذاك، الملك الحسن الثاني، بالتوجه في « مسيرة خضراء » نحو الصحراء، لتأكيد « انتمائها » للمملكة.

وفي 14 نوفمبر 1975، تم توقيع اتفاق في مدريد، ينهي استعمار إسبانيا لإقليم الصحراء، على أن يسترجع المغرب شمال ووسط المنطقة، بينما يعود جنوبها لموريتانيا.

وفي 12 يناير 1976، سحبت إسبانيا آخر جندي لها من الإقليم.

** إعلان الحرب

في 27 فبراير1976، أعلنت « البوليساريو » (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) قيام « الجمهورية العربية الصحراوية »، بعد نحو 6 أسابيع من انسحاب الإسبان.

وفي 14 أبريل 1976، وقعت موريتانيا والمغرب اتفاقية بشأن تقسيم الصحراء بينهما، لتندلع معارك بين الدولتين من جهة و »البوليساريو » من جهة أخرى.

وفي 9 يونيو 1976، شنت « البوليساريو » هجوما على العاصمة الموريتانية، قتل على إثره رئيس « الجبهة »، مصطفى السيد.

في 5 غشت 1979، تخلت موريتانيا عن المنطقة التي كانت تسيطر عليها (إقليم وادي الذهب)، ووقعت اتفاق سلام مع « البوليساريو »، ما دفع الجيش المغربي إلى السيطرة على الإقليم، في 14 من الشهر ذاته.

أنشأ المغرب، بين مارس وغشت 1980، جدارا أمنيا في الصحراء، على طول 1200 كلم، لحماية أراضيه الجنوبية الغنية بالفوسفات.

وفي 27 شتنبر 1983، أعلن العاهل المغربي أن المملكة تقبل بتنظيم استفتاء في أقليم الصحراء لتقرير المصير.

** وقف إطلاق النار

وفي أبريل 1986، وتحت إشراف الأمم المتحدة والرئيس السنغالي آنذاك عبدو ضيوف، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين المغرب و »البوليساريو ».

وفي 31 أكتوبر 1986، صدر قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بإجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع.

وفي 30 غشت1988، وافق المغرب و »البوليساريو » على مقترحات للأمين العام للأمم المتحدة تتعلق بوقف إطلاق النار، مع اعتماد خطة لتسوية النزاع.

** البعثة الأممية

وفي 29 أبريل 1991، صدر قرار لمجلس الأمن برقم 690، يقضي بإنشاء بعثة أممية (مينورسو)، لمراقبة وقف إطلاق النار، وتنظيم الاستفتاء.

في 16 شتنبر1991، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد 16 سنة من الحرب، وذلك تحت مراقبة « مينورسو ».

في 12 دجنبر 1993، بدأت عملية إحصاء للسكان المخول لهم المشاركة في الاستفتاء.

وفي 3 شتنبر1998، انتهت عمليات تحديد الهوية، بإحصاء 147 ألف شخص، دون إحصاء الصحراويين المستقرين بالخارج، وظلت ملفات عالقة، بسبب طعن « البوليساريو ».

** مقترح الحكم الذاتي

في 10 مارس 2003، بعث المغرب بمذكرة إلى المبعوث الأممي قال فيها إنه حسم موقفه وفق مفهوم حل سياسي يرتكز على حكم ذاتي ضمن السيادة المغربية.

وفي يليوز 2003، أعلنت الأمم المتحدة دعمها لمقترح ينص على تنظيم استفتاء بعد خمس سنوات من الحكم الذاتي، وهو ما رفضه المغرب.

وفي 11 أبريل 2007، قدمت الرباط للأمم المتحدة مقترحا ينص على « حكم ذاتي موسع » تحت السيادة المغربية، رفضته « البوليساريو ».

وفي 18 و19 يونيو 2007، عُقدت جولة أولى من المفاوضات بين الطرفين في نيويورك.

وفي مارس 2012، انتهت تاسع جولات المفاوضات غير الرسمية من دون تقدم، ليتم تعليقها حتى استئنافها في 2017.

** خلاف مع « بان كي مون »

في 8 مارس 2016، اتهم المغرب الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، بان كي مون، بـ »الوقوع في انزلاقات » خلال زيارته مطلع الشهر نفسه مخيما للاجئين الصحراويين بالجزائر.

وأدان وزير الخارجية المغربي استخدام الأمين العام كلمة « احتلال » لوصف الوضع بإقليم الصحراء.

وفي 13 مارس 2016 تظاهر مئات الآلاف بالرباط، احتجاجا على « عدم حياد » بان كي مون، بينما اعتبر الأخير أن المغرب « لا يحترم » شخصه ولا الأمم المتحدة.

** محادثات بلا تقدم

في 6 مارس2017، قدم المبعوث الأممي للصحراء، كريستوفر روس، استقالته بعد ثماني سنوات قضاها في محاولة إيجاد حل للنزاع.

وفي 16 غشت2017، تسلم الرئيس الألماني السابق، هورست كولر، مهمة المبعوث الأممي، وزار لاحقا الرباط والجزائر ومدينة تندوف في الجزائر، حيث يوجد مقر « البوليساريو ».

وفي 29 شتنبر 2018 دعا كولر أطراف النزاع والجزائر وموريتانيا إلى محادثات في 5 و6 ديسمبر 2017، حول « طاولة مستديرة » في جنيف، لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2012.

وفي 21 مارس 2019، احتضنت جنيف جولة مفاوضات ثانية، بحضور وزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا وممثل عن « البوليساريو »، تحت إشراف المبعوث الأممي.

وحتى الآن لم يعين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا جديدا له منذ أن استقال كولر، في 22 ماي 2019، لأسباب صحية.

وفي 21 أكتوبر 2020، أغلق موالون لـ »البوليساريو » معبر الكركرات، الممر الاقتصادي الرئيس بين المغرب وموريتانيا.

ودعت الأمم المتحدة « الأطراف المعنية » لضبط النفس ونزع فتيل التوتر.

ثم تدخل الجيش المغربي، وأنهى هذا الوضع، في 13 نونبرالجاري.

وعادة ما تتهم السلطات المغربية « البوليساريو » بدفع مسلحين إلى المعبر، لإعاقة حركة المرور، ضمن النزاع بشأن السيادة على الصحراء.

شارك المقال

شارك برأيك

Répondre à محمد مسوار Annuler la réponse

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

ولد علي منذ 3 سنوات

أعتقد ان الحل الوحيد لأنقاذ الشعوب المغاربية من التفرقة والحقد أو كوارث الحرب لا قدر الله هو الأنقلاب على حكام الجزائر! الحل الوحيد هو إسقاط حكومة الشر للتخلص من كوارث عسكر الجزائرالديكتاتوري !

محمد مسوار منذ 3 سنوات

تنبيه إلى محرري الصفحة بوجوب عدم الانزلاق في تقارريهم الى الطرح عدو المغرب الاول الجزائر لان المقال لم يشر إلى دور الجزائر في إنشاء وتكوين المرتزقة أيام الجرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وتمويل المرتزقة بغية زعزعزة استقرار المغرب المحسوب على المعسكر الغربي

التالي