لمرابط تدعو إلى "قراءة روحية" للإسلام وإلى الفصل بين الوحي و"التأويلات القروسطية" الذكورية لقضايا الزوجات والحجاب والإرث

13 مارس 2021 - 20:40

دعت الكاتبة والباحثة المغربية أسماء المرابط،  إلى قراءة إصلاحية ونسوية جديدة للإسلام تحمل أملا حقيقيا لتحرر المرأة في البلدان الإسلامية.

واعتبرت المرابط، التي حلت ضيفة خاصة على ندوة افتراضية نظمتها سفارة المغرب بالأرجنتين والمنظمة غير الحكومية الأرجنتينية “أفيفا” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن هذا الإصلاح يمكن أن يتم من خلال القيام ب “قراءة أخلاقية-روحية” للإسلام تقطع مع القراءة الذكورية التقليدية التي لا تزال، برأيها، سائدة اليوم وأفضت إلى ممارسة دينية تمييزية عميقة تجاه المرأة.

وتابعت المرابط أن الرؤية الإصلاحية، التي تقترحها، يمكن أن تسهم في بدء القيام بقراءة حول المساواة والعدل والتحرر بالنسبة للرجل والمرأة لأن هذه الرؤية، تضيف، تعيد التوازن والمواءمة بين الأنثى والذكر مع حفظ كرامة كل فرد والعيش في جو من السلام.

وبرأي المحاضرة، فإن هذه الرؤية الإصلاحية الجديدة يجب أن تكون انعكاسا ل”السياق” الذي تعيش فيه البلدان الإسلامية “وتاريخها وذاكرتها الجماعية وتقاليدها الثقافية مع تناقضاتها الواضحة، وبالتأكيد أيضا مع غناه الذي لا يمكن إنكاره”.

وأضافت المرابط أن الهدف من هذه القراءة هو تحرير العقول من هذه الازدواجية المتمثلة في التوافق مع نموذج مجرد للتحرر الكوني، والتحرر من الاغتراب القدري لثقافتها الخاصة.

وبخصوص بعض القضايا المتعلقة بمكانة المرأة في الإسلام مثل تعدد الزوجات والحجاب والإرث، أقامت الفرق وفصلت بين ما أوحي به إلى الرسول، وبين التأويلات والتفسيرات الكلاسيكية التي تمت خلال القرون الوسطى والتي هي “نتاج بيئة ذكورية إنسانيا واجتماعيا وثقافيا”.

من جانبه، اعتبر سفير المغرب لدى الأرجنتين، يسير فارس، أن التطور الذي تعرفه قضية المرأة في المغرب هو انعكاس جلي للتطور الكبير، الذي يشهده المجتمع المغربي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

وأكد فارس، في هذا الصدد، أن الدور الريادي للمرأة في المجتمع المغربي يتعزز بشكل متزايد، مسلطا الضوء على الحضور المتنامي للمرأة في قطاعات كانت في السابق حكرا على الذكور.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أن سياسات النوع في المغرب أصبحت “واقعا لا رجعة فيه”، مشيرا إلى أن هذا الواقع سيسمح للأجيال القادمة من النساء بالمضي قدما نحو تحقيق المزيد من المكتسبات والانجازات.

وخلال هذه الندوة، التي نظمت حول موضوع “نساء .. أمريكا اللاتينية والمغرب”، سلطت ماريسا بيرشير، من الكتابة المكلفة بالمساواة بعمودية مدينة بوينوس آيريس، الضوء على البرامج التي أطلقتها العاصمة الأرجنتينية لتعزيز المساواة بين الجنسين، لاسيما على مستوى الاستقلالية المالية وكذا الاستقلالية في اتخاذ القرار.

من جهتها، قدمت ميلودي أمل خليل كابالان، التي نظمت الندوة بشراكة مع السفارة، لمحة تاريخية حول النساء اللواتي تركن بصمتهن في تاريخ المملكة مثل فاطمة الفهرية، مؤسسة أول جامعة في العالم، والسيدة الحرة وفاطمة المرنيسي.

أما المؤرخة ورئيسة جمعية الأمم المتحدة في الأرجنتين، سيلفيا بيرازو، فقد فككت الصور النمطية حول المغرب وتاريخه، وأبرزت انخراط المغرب والتزامه بتحرير البلدان الإفريقية، بما في ذلك الجزائر.

وبخصوص قضية المرأة، شددت بيرازو على أن النساء في المغرب وأمريكا اللاتينية يعانين المشاكل ذاتها، لاسيما في ما يتعلق بتربية الأبناء والتوفيق بين العمل والحياة الأسرية.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

hakim منذ 3 سنوات

Bullshit

التالي