الآلاف يحجّون إلى سيدي بوخيار لأداء «مناسك الحج» بجبال الريف!

18 أكتوبر 2013 - 23:14

 قاطعين أعدادا من الكيلومترات سيرا وركبانا، للوصول إلى قمة «جبل لحمام» بالجماعة القروية «شقران»، أو كما يسميها البعض عاصمة قبيلة «بني ورياغل» لأداء مناسك الحج بالتزامن مع الوقوف بعرفة بالديار المقدسة.

«مئات الحجيج يسيرون على قارعة الطريق وثلة منهم يتسلقون جبل حمام من أجل الوصول إلى مرقد راجا منانة يوما قبل عيد الأضحى، ومئات السيارات تسير مثل سلحفاة بشكل متقطع على بعد 500 متر من المدخل بسبب ازدحام الخارجين والداخلين من التجار، في اتجاه مُلهم النساء والرجال سيدي بوخيار»، هكذا يصف أشرف بلعلي رئيس نادي اليونيسكو لحماية التراث بالريف عملية تدفق الحجيج على القمة والضريح، قبل أن يضيف في تصريح لـ»أخبار اليوم» «مرقدٌ يحتفظ بإشعاع روحي عند الساكنة لذلك تجدهم يقطعون الكيلومترات الكثيرة من جميع دواوير ومناطق الريف البعيدة ويتكبدون عناء ومشاق الطريق والمسالك الوعرة لبلوغ القمة وزيارة الضريح.

بجانب المرقد فناء صغير يؤدي وظيفة السوق، يطلق عليه أهل المنطقة وزواره بـ»سوق الصالحين»، عن هذا الفضاء التجاري المصاحب للحج يكشف بلعلي «السوق يقوم بوظيفة سوق حقيقي رغم صغره، حيث تعرض المنتجات الفلاحية كـالعسل وثمر شجرة البلوط التي تسمى بمنطوق أهل الريف بـ « أبجوظ» والعديد من أصناف الفواكه الجافة التي تشتهر بها المنطقة، وذلك صباح اليوم الذي يحج فيه الزوار إلى الضريح، علاوة على الاعتقاد السائد بأنه كان مكانا رئيسيا لاجتماع كل شرفاء المنطقة».

غير بعيد عن السوق ومرقد «سيدي بوخيار» وعند النقطة المسماة « ثامرابط»، دفنت «رالا منانة» أو «راجا منانة»، لم تحدد وفق بلعلي «طبيعة العلاقة بين هذه الولية وسيدي بوخيار، لكن كان لضريحها في الماضي إشعاع وأهمية كبيرة في عملية أداء مناسك الحج، حيث كان الزوار يطوفون حوله ثلاث مرات قبل صلاة الظهر، ثم يستغلون موقعه المناسب لرمي الجمرات، أي رجم الشياطين بالحجارة، وسيلاحظ أي مهتم بالشأن الإسلامي، وجه الشبه بين مثل هذه الشعائر ومناسك الحج بمكة». 

في الوقت الذي تضاربت فيه الأرقام أمام غياب الوسائل العلمية لتعداد الحجيج، قالت مصادر حضرت العملية أن العدد هذه السنة يتراوح بين 4000 و 5000 حاج، قدموا من مختلف أرجاء إقليم الحسيمة وحتى من باقي مناطق الريف البعيدة، مساهمين خلال اليومين اللذين سبقا يوم العيد في تحريك العجلة الاقتصادية للجماعة الفقيرة (شقران)، كما أدت حالة الجو الذي ساد طوال الأسبوع الماضي، بسطوع الشمس طوال النهار، إلى حضورهم وتواجدهم المكثف هذه السنة، خلافا للمواسم الماضية التي كانت الثلوج والأمطار تعرقل عملية الحج.

 

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي