«داعش» ليبيا.. الخطر القادم من الشرق

17 فبراير 2015 - 23:55

قصفت طائرات حربية مصرية، أمس الاثنين، مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا في إجراء وصفته مصر بأنه حقها في «الدفاع الشرعي عن النفس» بعد ساعات من إعدام 21 قبطيا على يد هذا التنظيم. وجاء في البيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أن «القوات المسلحة قامت الاثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم «داعش» (أحد تسميات تنظيم الدولة الإسلامية) الإرهابي بالأراضي الليبية، وقد حققت الضربة أهدافها بدقة».

ويقول خبراء «إن هذه الضربات الجوية تنقل مصر إلى رقعة جديدة في مواجهة التنظيمات المتطرفة. فقد أصبح هناك تدويل للمسألة السياسية المصرية، وهذا التدويل جاء عسكريا». وأعلنت دولة الإمارات عن تخصيص إمكانياتها جميعا لمساعدة مصر في مواجهة تنظيم «داعش»، بينما دعا الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند، والمصري عبد الفتاح السيسي إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي، واتخاذ «تدابير جديدة» ضد تنظيم الدولة الإسلامية.  ويطرح سيناريو الحلف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق نفسه مرة أخرى في ليبيا، وما إذا كانت هنالك إمكانية لتشمل العمليات المشتركة مواقع التنظيم على طول الساحل الليبي، كما تطرح الأحداث الجديدة مخاوف من أن يمتد لهيب نار «داعش» إلى دول أخرى غير ليبيا، بينها المغرب، لكن خبراء في السياسات الاستراتيجية يقللون من شأن هذه المخاوف، وإن كانوا يرون أن خطط «داعش» يجب أن تحاصر. ويقول الموساوي العجلاوي ل» اليوم24»، إن «مدد «داعش» في ليبيا لا يطرح مشكلة كبيرة بشكل مباشر على المغرب، وإنما تطرحها بصفة غير مباشرة، لأن الحالة الليبية غذت نمو داعش، وهو ما ليس بحال المغرب، ويوضح أكثر قائلا: «حدث تحول داخل الحركات الجهادية في ليبيا، وصار «أنصار الشريعة» يبايعون أبا بكر البغدادي، كما أن الصراع السياسي الداخلي هنالك غذى انبعاث «داعش»، ودفع تمددها أكثر فأكثر حتى أصبحت تسيطر على طول الشريط الساحلي الليبي من حدود مصر حتى تونس»، ويضيف: «تستفيد «داعش» من دعم كبير للحركات الجهادية الأخرى  الموجودة في الجزء الجنوبي من ليبيا، وهو جزء غير خاضع للمراقبة بتاتا، ولن يخضع لمراقبة حقيقية لعشر سنوات مقبلة على الأقل،  وقد استثمرت «داعش» ذلك لتتزود بأكبر كمية ممكنة من السلاح، ومن تدفق المقاتلين نحوها بحرية». ويعتقد العجلاوي أن لهيب نار «داعش» بدأ يصل إلى إيطاليا، لأن مواقع نفوذها أصبحت على مرمى حجر من الأراضي الإيطالية، وهو ما يجعل المسؤولين الإيطاليين قلقين من تنامي مد «داعش»، وها هم اليوم يطالبون بتحرك عسكري مشترك ضدها هنالك». وبالرغم من ذلك، يرى هذا الخبير أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط معنية بما يحدث في ليبيا، لاسيما في الشق الشرقي منه، لأن المؤشرات الحالية تقود إلى فهم أن «داعش» تتحرك بذكاء لجعل ليبيا قاعدة تمركز رئيسية، بعدما أثخنتها الضربات في الشرق الأوسط، ولذلك ينبغي على المغرب، في كل الأحوال، أن يحذر أكثر، لأن «داعش» وضعت الحوض كله نصب أعينها».

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي