في قصة يصعب على العقل تقبلها، أقدم أب على الاعتداء جنسيا على اثنين من أبنائه، الأولى حفصة، ذات الثماني سنوات، وشقيقها الصغير يوسف، الذي لم يتجاوز لحظة اغتصابه قبل سنتين ثلاثة أعوام.
وتعود تفاصيل الجريمة المروعة، التي اهتز لها الأهل والجيران بمدينة مراكش، حسب ما كشفته الأم نعيمة، في حديث مع « اليوم24″، إلى عام 2012، حين اعتدى الأب جنسيا على ابنته، « في البداية لم أصدق، لكن التحقيقات والكشوفات الطبية أكدت ارتكابه للفعل ».
الأم المصدومة تقدمت حينها بشكاية ضد زوجها ومغتصب أبنائها منه، غير أن تدخل العائلة وتحاشي « الشوهة »، على حد تعبيرها، دفعها إلى التنازل. « عمرني ما نسمح لراسي، ذنب بنتي غادي يبقى في رقبتي حتى نهار نموت، حيت ما خذيتش ليها حقها في الدنيا »، تقول نعيمة بصوت مخنوق بسبب الرغبة في البكاء.
وبعد تدخل العائلة، رجعت الزوجة إلى بيت زوجها مرفوقة بابنها يوسف فقط، في حين ظلت حفصة تحت رعاية جدتها من جهة الأم، تقول نعيمة: « كنت أكره النوم إلى جانبه، أو سماع صوته أو شم رائحته.. في كل مرة يقترب مني أتخيل فظاعة ما اقترفه في حق ابنتي، لكن عائلتي لم تتقبلني كسيدة مطلقة وأم، ودفعتني إلى الرجوع إليه حفاظا على صورة العائلة »، تحكي نعيمة.
الأب البيدوفيلي لم يقف عند حد الاعتداء على صغيرته، بل عمد إلى ممارسة شذوذه على ابنه البالغ حينها 3 سنوات ونصف. تحكي الأم: « بحكم أن زوجي يشتغل في المعهد التقني للفلاحة، أحد أكبر مراكز التكوين بجهة مراكش، كان يستغل خروج جميع الأطر، ويأخذ ابنه معه »، مضيفة: « كنت أحاول منعه، لكن بعد الأخذ والرد يأخذه معه تحت ذريعة زيارة المعهد والقيام ببعض الترتيبات. وبعد غياب يدوم لأكثر من 5 ساعات، يعود إلى المنزل برفقة طفلنا الذي كان يأتي وهو في حالة بكاء هستيري، وحين أستفسر والده عن الأمر يقول لي إنه سقط أرضا أو يبكي من أجلك ».
الأم استبعدت أكثر من مرة تعرض ابنها للاغتصاب، لكن وفي إحدى المرات وقفت على الحقيقة الصدمة: دماء تنزل من مؤخرة طفلها، لتبدأ محاولاتها الفاشلة لأخذه إلى الطبيب، لكن الأب كان يمنعها من الخروج ويتكلف بجلب الدواء فقط.
ولأكثر من 3 أسابيع، ظلت الأم تفكر في طريقة للهروب من « قبضة » الزوج المغتصب والوصول إلى الطبيب قصد تأكيد أو نفي شكوكها. لتسمع الخبر الصاعقة: « ابنك تعرض لاغتصاب لأكثر من مرة، ومصاب بأضرار خطيرة على مستوى فتحة الشرج »، تقول اختصاصية الأطفال للأم، مضيفة: « يعاني من تقرحات على مستوى الحلق »، في إشارة إلى ممارسة الأب « الجنس الفموي » على ابنه.
بمساعدة من الطبيبة، التي ساعدتها ماديا لركوب سيارة الأجرة، توجهت الأم مباشرة إلى الوكيل العام للملك بمراكش لتقديم شكاية في الموضوع، لكن صدمتها كانت أكبر حين صدر حكم براءته بتاريخ 24 يونيو 2014.
استأنفت الأم المكلومة الحكم الصادر، حيث ينتظر أن تواجه زوجها، اليوم الأربعاء، في ثالث جلسة لمحاكمة زوجها ومغتصب ابنهما، الذي كلما سمع صوت دراجة نارية يرتمي في حضنها خوفا من أب تجرد من أبوته وتحول إلى وحش.