في تحول وصف بـ »المفاجئ والصادم »، انتقل سعيد أوجيبو، المغربي الحامل للجنسية الفرنسية، من شاب يحمل أفكارا إسلامية متشددة، ويرغب في الذهاب إلى أفغانستان للقتال، إلى قس يعتنق الديانة المسيحية، إذ لم ينتقل من التشدد إلى الاعتدال من داخل الإسلام، بل تحول من « متطرف إسلامي » إلى مسيحي.
سعيد، البالغ من العمر اليوم 48 سنة، اعتنق المسيحية بعد سنوات من وصوله إلى فرنسا رفقة عائلته، وحسب ما نقلته « Le Point » فالأمازيغي المنحدر من جنوب المغرب لا يُخفي ديانته الجديدة. « صحيح أنني مررت من الإسلام الراديكالي، ولو توفرت لدي، ساعتها، الوسائل التي يملكها شباب اليوم، لكنت وسط المقاتلين في أفغانستان للدفاع عن إخواني المسلمين، ضدا في الغرب وثورات التكنولوجية المستمرة »، يقول سعيد.
وذكر المتحدث نفسه أنه تأثر بشكل غير مباشر بعد الأحداث الإرهابية التي هزت فرنسا منتصف نونبر الماضي، ذلك أن إسماعيل عمر مصطفاي، الانتحاري الذي فجر نفسه في مسرح باتاكلان، تجمعه به علاقة قرابة، « كنت أعرفه عن بعد.. لكنه يظل من أفراد عائلتي.. كنت أشتغل على برنامج ضد اجتثاث التطرف حين وقعت الواقعة، وكان قد تم استجواب ابنة أخي وزوجها لمدة ثلاثة أيام بعد الهجمات »، قبل أن يضيف: « مصطفاي حين كان يحاول الالتحاق بصفوف « داعش »، كان يأخذ جميع الاحتياطات اللازمة، ذلك أنه كان يتوفر على اثنين من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وحسابين على موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك ».. وكان حريصا على عدم تغيير عاداته اليومية، والنتيجة أن والديه كانا مطمئنين تماما. لقد رأيت فتيات من الأوساط المسيحية تحولوا إلى راديكاليين في غضون ثلاثة أشهر.. فرنسا لا تدرك قوة جاذبية الدولة الإسلامية »، يقول المتحدث نفسه.
سعيد أوجيبو أكد أنه رأى أئمة اعتنقوا المسيحية: « المسيحيون الجدد لا يجرؤون على كشف دينهم، لسبب وحيد خوفا من الانتقام منهم »، كاشفا أن شقيقته هي أول من اعتنقت المسيحية في العائلة، « عائلتي لم تتقبل الأمر وتعرضت أختي فاطمة لمضايقات، لكنها ظلت هادئة وتحدت الجميع ».
وكشف التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية حول الوضع الديني في العالم، أن أعداد المسيحيين المغاربة تتراوح بين 4 آلاف و8 آلاف مواطن، أغلبهم من الأمازيغ.
وذكر التقرير الأمريكي أن القوانين الجاري بها العمل في المغرب تجعل من الإسلام دين الدولة، مشيرا إلى أن 99 في المائة من المغاربة مسلمون سنيون، فيما نسبة الـ1 في المائة المتبقية تضم المسيحيين، واليهود، والشيعة، والبهائيين. وقدر المصدر ذاته أعداد اليهود في المغرب بين ثلاثة وأربعة آلاف شخص، 2500 منهم يقيمون في مدينة الدارالبيضاء، فيما قدر أعداد اليهود في مراكش والرباط بمائة شخص في كل مدينة، ويمارسون شعائرهم بشكل عاد.