5 سنوات نافذة لفنزويلي متهم بنقل الكوكايين من ساو باولو إلى مراكش

17 يونيو 2017 - 12:30

محاكمة سريعة لم تتجاوز جلستين اثنتين لسائح فنزويلي يُدعى “هومبيرتو رودولفو كَونزالس رودريغيز”، تم توقيفه، حوالي العاشرة والنصف من ليلة الأربعاء ـ الخميس المنصرم (31 ماي/فاتح يونيو)، متلبسا بتهريب 48 كبسولة من مخدر الكوكايين الخام، بلغ وزنها الإجمالي 650 غراما، داخل أحشائه بمطار “المنارة” بمراكش، انتهت بإدانته، يوم الأربعاء الماضي، من طرف الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية المدينة، بخمس سنوات حبسا نافذا، بعد أن تابعته النيابة العامة بتهم: “حيازة وتسهيل تعاطي المخدرات للغير بعوض، ونقلها، ومحاولة تصديرها”.

وقد واجهت المحكمة المتهم، البالغ من العمر 23 سنة، بتصريحاته أمام فرقة محاربة المخدرات، التي أكد خلالها بأنه كان مجندا من قبل شبكة متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات الصلبة تنشط بين مدينة ساو باولو البرازيلية ومراكش، من أجل نقل الكوكايين مقابل 5000 دولار (حوالي 5 مليون سنتيم) للرحلة، موضحا بأن العملية بدأت من البرازيل بإشراف مباشر من ثلاثة أفراد من الشبكة، ينحدرون من نيجيريا، علمّوه طريقة بلع المخدرات، التي قال إنه كان مقررا أن يسلمها لأحد أعضاء الشبكة بالفندق الذي حجزوا له غرفة به في زنقة ابن قدامة بمراكش.

تصريحات المتهم تطابقت مع التحريات الأمنية، فقد تبين بأن شخصا اتصل، فعلا، بقاعة الاستقبال بالفندق المذكور، فجر اليوم الموالي لتوقيفه، من رقم هاتفي محلي، وهو الرقم نفسه الذي صرح المتهم بأنه يخص الشخص الذي كان سيتسلم منه المخدرات، وقد كان المتصل يتحدث باللغة الإنجليزية، مقدّما نفسه على أنه صديق للسائح الفنزويلي ومتفقدا أحواله، غير أنه لم يعاود الاتصال، كما لم يحضر للفندق، الذي ضرب عليه الأمن حراسة سرية، في محاولة لتوقيف هذا العنصر المحوري في الشبكة، الذي رجحت الضابطة القضائية بأن يكون من جنسية نيجيرية.

وقد سبق للمتهم أن صرح، خلال مرحلة البحث التمهيدي، بأنه سبق له أن خضع في سنة 2013 لتكوين في مركز تابع للشرطة الفنزويلية، قبل أن يطرد منه بسبب إصابته في حادثة سير بواسطة دراجة نارية لأحد أصدقائه، ليعمل أجيرا بالفلاحة بمنطقة “سانتا روزا” بموطنه، إلى أن عرّفته صديقته “إميلا”، في أواخر السنة المنصرمة، على شاب نيجيري في الأربعينيات من العمر، يُدعى “كارلو”، يقطن بالعاصمة كاراكاس، أسرّ له بأنه ينحدر من عائلة فقيرة ويعاني من ضائقة مالية، ليقترح عليه الشاب الإفريقي العمل بمعيته في تهريب المخدرات الصلبة، وهو ما وافق عليها ليسافرا معا، في شهر نونبر من السنة نفسها، إلى ساو باولو بالبرازيل، إذ عرّفه “كارلو” على صديقيه النيجيريين “بابلو” و”ميشيل” مضيفا بأنه نزل في ضيافة هذا الأخير، إلى حدود 29 ماي الماضي، حيث اصطحبه “ميشيل” إلى منزله، الذي قال إنه لا يبعد سوى بمسافة 30 دقيقة عن مطار ساو باولو، وهناك جلب الكوكايين على شكل كبسولات وشرع يعلمه كيفية بلعه عن طريق استعمال الماء مناولا إياه دواءً يمنع التقيؤ، وهي العملية التي أشار إلى أنها استغرقت 7 ساعات، من الواحدة زوالا إلى الثامنة مساء ذلك اليوم، قبل أن يتناول وجبة عشاء مكونة من رز ودجاج ويخلد للنوم، إلى أن أيقظه “بابلو”، في حدود الساعة الثالثة من صباح اليوم الموالي، مسلما إيّاه تذكرة سفر ومبلغا ماليا عبارة عن 200 دولار أمريكي وأوراقا مالية من فئة 50 ريال البرازيلية، ثم أقله على متن سيارة أجرة إلى المطار، حيث استقل من هناك الطائرة المتوجهة نحو مطار مراكش عبر الدار البيضاء، وهي الرحلة التي استغرقت زهاء 15 ساعة.

ما إن وطأت قدماه مطار “المنارة”، حتى شعر السائح الفنزويلي بمغص حاد، أثار انتباه رجال الأمن المغاربة، الذين أحالوه على المصلحة الطبية بالمطار، حيث تم إخضاعه لكشف بواسطة الأشعة السينية، أظهر وجود أجسام غريبة ببطنه، ليجري نقله لمستعجلات مستشفى “ابن طفيل”، حيث تم الاحتفاظ به رهن المراقبة الطبية مع حراسة أمنية مشددة عليه، وهناك قام بوضع 31 كبسولة، في المرّة الأولى، ثم وضع تسعا، وثمان في المرّة الأخيرة، قبل أن يتوصل الأمن بتقرير طبي يؤكد على أن الكبسولات الـ 48 هي كل ما تحوي بطن السائح الموقوف، الذي تم نقله إلى مقر ولاية الأمن، ليتم الاستماع إلى تصريحاته، التي كان يترجمها رجل أمن يتقن اللغة الإسبانية، ويتقرر وضعه رهن الحراسة النظرية، وتُشعر التمثيلية الدبلوماسية لبلاده، فيما تقرر التنسيق مع الأنتربول لتوقيف باقي أعضاء الشبكة في فينزويلا والبرازيل، فيما تمت إحالة عينة من المخدرات المحجوزة على المختبر العلمي بالدار البيضاء من أجل إخضاعها للخبرة، وأحيل هاتفه النقال على خلية تحليل الآثار الرقمية، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي