مفتي القدس: زيارة المغاربة للقدس يجب أن تكون لدعم أهلها وليس بدعوة من الاحتلال

24 يونيو 2017 - 09:30

الشيخ محمد أحمد حسين، هو المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى، ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى، التقته “أخبار اليوم” إثر حضوره للدروس الحسنية الرمضانية، فكان معه هذا الحوار حول الوضع في القدس خاصة وفلسطين عامة.

في المغرب يثار جدل حول زيارات يقوم بها بعض الأشخاص إلى إسرائيل بدعوة من مؤسسات إسرائيلية، ما رأيك؟

أولا، لابد للعرب والمسلمين من زيارة القدس بقصد دعم صمود أهلها، وأنا هنا أشدد على أن يكون هدف الزيارة هو أهل القدس، ودعم صمودهم، وليس بناء على دعوات من سلطات الاحتلال. إن زيارة أهلنا في غزة، تجعلهم يشعرون بأن لهم سندا في الدول العربية الشقيقة، ولهذا يجب أن تكون الزيارة بهذا القصد.

كيف تنظر إلى تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس؟

لا يجب إعطاء أهمية لهذا القرار، فعدد من الرؤساء الأمريكيين سبق أن قالوا إنهم سينقلون السفارة من تل أبيب إلى القدس لكنهم يؤجلون، وفي نهاية ولايتهم لا يفعلون ذلك. لقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما بتأجيل تنفيذ هذا القرار لستة أشهر، وأنا أظن أنه سيواصل التأجيل كما فعل قبله رؤساء سابقون، لأنه يعرف أن نقل السفارة إلى القدس لن يمر بسلام.

كيف تنظر إلى الأزمة الخليجية الجديدة، التي أدت إلى قطع العلاقات بين كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية؟

نحن كفلسطينيين نعتبر أن أي إشكال يحصل في العالم العربي والإسلامي إلا وتكون له انعكاساته على القضية الفلسطينية. إن أي خلاف بين الأشقاء العرب تتضرر منه القضية الفلسطينية التي تحتاج أمة موحدة. نحن نريد أن يكون الموقف العربي والموقف الإسلامي والموقف الدولي، هو موقف يعمل من أجل أن تحل هذه القضية الفلسطينية. إن حل القضية الفلسطينية هو المدخل الذي من شأنه أن يوفر على العالم كثيرا من المشاكل والقضايا التي يواجهها، وعلى رأسها محاربة الإرهاب.

مع الأحداث التي يعرفها العالم العربي بعد الربيع العربي، تأثرت قضية القدس وفلسطين بلا شك، كيف تعيشون كفلسطينيين هذا الوضع مع الجمود الذي تعرفه مفاوضات السلام؟

القضية الفلسطينية تحتل حيزا مهما من اهتمام العرب على المستوى السياسي الرسمي وأيضا على المستوى الشعبي، فالعرب والمسلمون كأمة، من واجبهم الحفاظ على المدينة المقدسة كمدينة عربية إسلامية ترتبط بعقيدة المسلمين من خلال معجزة الإسراء و المعراج، ولها تاريخ ممتد لآلاف السنين.

إن القضية الفلسطينية مرت عبر التاريخ من مراحل صعبة، ومع ذلك بقيت قضية القدس وفلسطين دائما في وجدان العرب والمسلمين كقضية وطنية أولى.

في سنة 2016، أصدرت منظمة اليونيسكو قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق واعتبرتهما تراثا إسلاميا خالصا؟

قرار منظمة اليونيسكو الأممية كان له أثر إيجابي ومهم يدعم قول العرب إن المدينة المقدسة ومقدساتها هي خاصة بالعرب وبالمسلمين، وبالتالي جاءت هذه القرارات منسجمة مع هذه الحقيقة الحضارية والتاريخية والدينية، وتفيد بشكل صريح أن المدينة المقدسة هي مدينة عربية إسلامية، وأن المسجد الأقصى بالخصوص هو مكان للمسلمين، و هذا المسجد بما يحتويه من جدران وحائط البراق، كلها مظاهر تراث وحضارة إسلامية أصيلة، فكل هذا يؤكد الحقيقة الواضحة التي تريد السلطات الإسرائيلية أن تزورها وأن تسوقها للعالم.

هل تحظى القدس بالدعم الكافي من العرب والمسلمين، وما دور مؤسسة بيت مال المسلمين؟

هناك دعم من الدول العربية والإسلامية، وخاصة من مؤسسة بيت مال القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس. لكن مع حملات التهويد التي تعرفها القدس أصبحت التحديات أكبر، مقارنة مع جهود الدعم الذي تقدمه الدول العربية والإسلامية، ومع الأسف فإن ما سمي الربيع العربي لم يجلب للدول الإسلامية سوى الخراب، وأثر على الفلسطينيين رغم أنهم لازالوا صامدين.

هل يمكنك أن تعطينا فكرة عن عدد سكان القدس حاليا؟

حاليا يبلغ عدد السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية حاليا حوالي 350 ألفا، وهم يشكلون حوالي 37 في المائة من السكان. إن الوجود الديموغرافي الفلسطيني في القدس، هو أحد عناصر قوة المقدسيين، ولهذا يحاول اليهود التأثير على الوجود بتقليصه، عبر عدة إجراءات منها أن كل مقدسي يغادر القدس لثلاثة أشهر لا يسمح له بالعودة إلى المدينة.

ماذا عن القدس الغربية؟

القدس الغربية هي التي تم احتلالها سنة 1948، وحاليا ليس فيها وجود فلسطيني، فيها فقط اليهود، أما القدس الشرقية، فقد تم احتلالها سنة 1967، وهي التي تعرف تواجدا فلسطينيا مهما، وهذا ما يدعم الصمود.

بخصوص مفاوضات السلام، نعرف أنه منذ اتفاق غزة أريحا أولا، الذي منح سلطة الحكم الذاتي للفلسطينيين على الضفة الغربية وقطاع غزة، توقف مسار الاعتراف بدولة فلسطينية..

كما تعرفون بعد حرب الخليج سنة 1991، وإثر سقوط بغداد، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر مدريد للسلام، الذي أسفر عن اتفاق غزة أريحا أولا، الذي يقضي بمنح حكم ذاتي لمناطق فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أساس الشروع في مفاوضات الحل النهائي خلال خمس سنوات، لكن مع الأسف، اليهود يماطلون ولا يريدون دولة فلسطينية، والوضع لازال على ما هو عليه اليوم.

هل كان الهدف من هذا الاتفاق هو تفريق الفلسطينيين بين غزة والضفة وقطع الصلات بينهم؟

فعلا هناك صعوبات كبيرة تواجه الفلسطينيين للتنقل بين الضفة وغزة بسبب الاحتلال، لكن نحن نرفض التمييز بين الفلسطينيين، ونعتبر أن فلسطينيي الضفة مثل فلسطينيي غزة، لا فرق بينهم.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي