منير بودشيش: دعمنا للدولة واجب وطني

05 ديسمبر 2017 - 17:02

اعتبر مدير الملتقى العالمي للتصوف وابن شيخ الطريقة القادرية البودشيشي، منير القادري، أن أدوار الطريقة لا تنحصر في التربية والتزكية، لكنها تتجاوز ذلك إلى ممارسة الوظائف السياسية المؤطرة بإطار شرعي، عبر المساهمة في إرساء دعائم العدل والحفاظ على استقرار الوطن وصد المتربصين بوحدته.

في هذا الحوار يجلي القادري دوافع حشد الزاوية البودشيشية مريديها قصد النزول إلى الشارع سنة 2011 ضد احتجاجات 20 فبراير، ويبرز كيف تلعب الطريقة دور الديبلوماسية الموازية لتسويق صورة حقيقية عن المملكة والدفاع عن قضاياها الكبرى.

كيف تقيمون دور المغرب في نشر التسامح والسلم العالميين؟

لا بد أن نوضح أننا نعيش في مرحلة شديدة الحساسية، وضمن سياق جديد له خصوصياته، واختيار موضوع الدبلوماسية الروحية للملتقى الثاني عشر، جاء من أجل مواكبة مجموعة من الأزمات، ولتشخيص ما بات يعيشه الإسلام والمسلمون. فالإسلام في حقيقته هو منبع الرحمة ومكارم الأخلاق، وانطلاقا من هذا، نسعى إلى أن يصبح كل مسلم سفيرا للإسلام، وأن نبلغ هذا الإسلام عبر طرائق إنسانية وقيم عالية، ومن أجل ذلك، لا بد من اتباع المنهج النبوي، الذي من خلاله نفهم الدين وندرك عمقه.

ودور الدبلوماسية الروحية في نشر القيم الإنسانية الكونية التي تمثل المشترك الإنساني والروحي والقيمي، مهم جدا، باعتبارها جسرا حضاريا للتواصل مع الآخر، أضف إلى ذلك دورها في نشر الإشعاع الروحي والإنساني والقيمي بين البلدان والقارات والحضارات، وذلك قصد الإسهام في بناء حضارة معاصرة متوازنة وآمنة ومتعاونة ومسالمة ومتخلقة وإنسانية.

كيف يسهم الملتقى في تصويب صورة الإسلام لدى مواطني الدول الغربية؟

نحن نساهم بما لدينا من إمكانيات ووسائل مع المكونات الأخرى التي تعمل في الشأن الديني لرسم الصورة الحقيقية للإسلام، المبنية على التسامح والرحمة، وما حضور هذه الثلة من العلماء الذين أتوا من مختلف بقاع العالم سوى دليل على التقدم المحرز في هذا الباب، فالإسلام في المغرب مقام على أسس صوفية روحية، تعتبر منبعا للرفق والتعايش، وهذا يعلمنا كيف نتعامل مع الآخر دون إقصاء أو عنف أو تطرف.

وقد لاحظنا تنامي الإسلاموفوبيا في الدول الأجنبية، وبات مواطنوها ينظرون إلى الإسلام والمسلمين نظرة احتقار وازدراء، ودورنا أن نصوب هذا الأمر، ونحث على استلهام القيم الإسلامية التي تنبني على إحساس الرحمة والتسامح وترسيخ روح التعايش لأجل نسج خطاب إسلامي أصيل يعطي صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين، ويقوي صلاتهم مع سائر المكونات الثقافية الأخرى.

هل لديكم شراكات تعاون أو برامج استراتيجية مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية وما هي؟

لا شك أننا نحاول أن نجتهد أكثر سنة بعد سنة، بمعية شباب وشابات ينتسبون إلى الطريقة، وقد أتى هذا الأمر أكله، أما فيما يخص تعاوننا مع وزارة الأوقاف، فلا توجد بيننا أي شراكات أو اتفاقيات أو تعاون مباشر، وخلافا لما يشاع كون خص الطريقة بدعم خاص دون غيرها فمحض إشاعات لا تصح، ذلك أن وزارة الأوقاف تتعامل مع الطريقة كتعاملها مع جميع الجهات العاملة في الحقل الديني، وليس لدينا أي دعم كما يشاع، فالطريقة تعتمد على أولادها، وهم من وسعوا هامش أنشطتها فباتت تقيم أنشطة اجتماعية وتنظم ملتقيات خارج أرض الوطن.

من جهتنا، نحاول أن نقيم جسور التواصل مع مؤسسات أخرى قصد تطوير الخدمات المقدمة في مجال تحركنا، لكن بناء على عمل جاد ومنظم يستحق ما يمكن أن يقدم لنا.

سبق أن خرجتم في مظاهرات مؤيدة للنظام السياسي في المغرب، هل يعني ذلك انتقالا منهجيا للزاوية إلى لعب أدوار سياسية؟

الزاوية القادرية البودشيشية على مر التاريخ، كانت تتجاوز دورها التربوي إلى لعب دور المجتمع المدني، فكانت تنظم الحج، كما شكلت خزانة كبيرة للكتب التاريخية النفيسة والمخطوطات، فضلا عن مساهمتها المهمة في محاربة الاستعمار، وقد عرضنا خلال المعرض المنظم في إطار الملتقى وثائق تبين تاريخ الزاوية في بني “زناسن” الحافل بالنضال والكفاح، والمتمثل في الجهد الكبير الذي لعبه جدنا سيدي المختار بودشيش المجاهد، الذي كان مجاهدا شرسا ضد المستعمر الفرنسي، وقد استضافه الأمير عبد القادر وساهم في دعم وحشد همم قادة الثورة الجزائرية، وما فعلناه سنة 2011 يعتبر واجبا وطنيا درءا للفتنة وحماية لمصالح البلاد والعباد، فالزاوية حريصة على الحضور بقوة في القضايا الوطنية، وإذا كانت السياسة هي تدبير شؤون المواطنين، فالزاوية تساهم من خلال موقعها في ذلك.

ارتباطا بأدواركم الوطنية، هل تضع الزاوية ضمن أولوياتها الدفاع عن قضية الصحراء المغربية؟

نريد أن نسخر كل إمكانياتنا وقدراتنا في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المملكة، وانطلاقا من باب حب الأوطان من الإيمان، فنحن نساهم في ذلك عن طريق الدبلوماسية الروحية الموازية، وقد حضرت الملتقى مجموعة من الدول التي تتبنى أنظمتها مواقف غير إيجابية تجاه قضية المغرب الوطنية، ومن ذلك حضور وفد مهم من علماء دولة جنوب إفريقيا، ووفد من كينا، كما لا ننسى حضور وفد علمي مكون من ستة أساتذة جزائريين، وهذا اقتفاء لأثر أمير المؤمنين الذي ما انفك يدافع عن القضية الوطنية، ويبذل جهدا كبيرا قصد بسط مقترح المغرب والدفاع عنه.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Kamal منذ 6 سنوات

نعم الاسلام هو منبع الرحمة و مكارم الاخلاق ... أما التدين المخزني فهو منبع التملق و الانبطاح

ابن المنطقة منذ 6 سنوات

ان لم تستحيي فقل ما شئت. اتحدى الجميع ان يشرحوا لنا ماذا قدمت الطريقة لفائدة المغرب بصفة عامة و للمنطقة الشرقية او باﻷحرى نواحي مداغ بصفة خاصة ؟ فهذا ضحك على الذقون شيء واحد يعرفونه ابناء المنطقة ان الطريقة لها معجزة التوسط و قضاء مآربها و مآرب موريديها من السلطات في جميع دواليبها فالتصوف عندهم هو التوسط

بيكاسو منذ 6 سنوات

طبعا هؤلاء لا يتهمون بخلط الدين بالسياسة لانهم يدافعون عن المخزن.

مواطن و ليس رعية منذ 6 سنوات

مادامت الدولة تسمح لهؤلاء بالعمل السياسي، فعليها أن تفتح المجال لكل من هب و دب من دعاة الدين أو التصوف. الضحك على الدقون

التالي