«ماريوت» تكلف لبنانيا بإنقاذ جوهرة فنادق الـCDG من الإفلاس

17 مارس 2018 - 03:01

7في الوقت الذي لم تنتهِ فيه بعد فصول فضيحة مشروع «باديس» بالحسيمة، والتي هزت عرش إمبراطورية الـCDG، وجرت مديرها العام السابق، أنس العلمي، و26 متهما معه، أغلبهم من أطر الصندوق، إلى المحاكمة بمحكمة جرائم الأموال بفاس، وجدت المؤسسة المالية العمومية نفسها وسط فضيحة جديدة، وهذه المرة بسبب مجموعتها الفندقية من 5 نجوم «جنان فاس» التابعة لذراعها السياحي «صندوق الاستثمار السياحي «مداييف»، والتي باتت مهددة بالإفلاس بسبب الركود الذي يعانيه الفندق الضخم بعد مرور سنة ونصف السنة على تفويت عملية تدبيره إلى المجموعة الأمريكية العالمية «ماريوت»، بعدما صرفت عليه مونية بوستة، الرئيسة السابقة للذراع السياحي لـCDG قبل استوزارها كتابة دولة بالخارجية حاليا، أزيد من 50 مليار سنتيم لتأهيله.

آخر المعلومات التي توصلت بها «اليوم24» من مصادر قريبة من الموضوع، تفيد بأن المشاورات والمفاوضات المكثفة، التي جرت أخيرا بين صندوق الاستثمار السياحي «مداييف» التابع لـCDG، والمجموعة الأمريكية العالمية «ماريوت»، بخصوص إنقاذ مجموعة «جنان فاس» الفندقية، والتي باتت تحمل اسم «فندق ماريوت» نسبة إلى المجموعة الأمريكية العالمية التي حصلت على امتياز تدبيرها في نونبر 2016، أسفرت عن التعجيل بتعيين المجموعة الأمريكية العالمية مديرا عاما جديدا على فندق الـCDG بفاس لإنقاذه من الإفلاس.

من جهتها، كشفت مجموعة «ماريوت» الأمريكية (المدرجة على لائحة بورصة ناسداك باسم MAR، في بلاغ لها أصدرته أول أمس الأربعاء، وتوصلت «اليوم24» من مديرها بالعلاقات الإعلامية بنسخة من البلاغ)، تعيين أحد كبار أطرها، مصطفى إيتاني، وهو إنجليزي يحمل الجنسية اللبنانية، مديرا عاما جديدا للمجموعة الفندقية «جنان فاس» من فئة 5 نجوم، التابع لـCDG، خلفا للمدير السابق من جنسية فرنسية، حيث تعول مجموعة «ماريوت» كثيرا على هذه الخطوة لإنقاذ فندق الذراع السياحي لصندوق الإيداع والتدبير من الإفلاس، بعدما صرفت عليه أموالا كثيرة لتأهيله وتسويق صورته السياحية، تورد مصادر الجريدة.

وفي هذا السياق، قال المدير العام الجديد لـ«جنان فاس»، اللبناني/الإنجليزي مصطفى إيتاني، عقب مراسيم تنصيبه، إنه «سيعمل، بحكم علاقات خاصة تجمعه بمسؤولين مغاربة، على تطوير شراكاته مع المؤسسات المحلية والدولية، بغية الإسهام في نمو القطاع السياحي بجهة فاس/مكناس، وبباقي الجهات بالمغرب، ستعرف، كما قال، فتح أزيد من 12 فندقا تابعا لمجموعة «ماريوت» العالمية، والتي تقدر في المغرب ثقافته ومؤهلاته السياحية وكرم ضيافة أهله ومهارتهم في فن العيش، يقول اللبناني المدير العام الجديد للمجموعة الفندقية لـCDG بفاس.

تحرك «ماريوت العالمية»، حسب مصادر «اليوم24» القريبة من الموضوع، جاء بعد مرور حوالي سنتين من التزام المدير العام الإداري لمجموعة «شركة ماريوت» الدولية في الشرق الأوسط وإفريقيا، أليكس كيرياكيدس، خلال حصول مجموعته على امتياز تدبير فندق الـCDG بفاس، وتأكيده حينها حماس مجموعة «ماريوت» الأمريكية للدخول إلى المغرب، لإعطاء إقلاع جديد للمجموعة الفندقية لـCDG تحت علامتها التجارية، والتي ترنو إلى توسيع وجودها بالسوق الإفريقية»، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، يقول المقربون من الموضوع، وذلك بعدما باتت المجموعة الفندقية لـCDG في قلب أزمة خانقة بشأن المداخل المالية، وصل عجزها، حسب مصادر الجريدة في شهر أبريل 2017، أي قبل سنة من الآن، إلى 350 مليون سنتيم، مقابل الارتفاع الحاد لمصاريف التسيير والأجور وتعويضات أطر الشركة الأمريكية التي كلفت بتدبير فندق الـCDG من 5 نجوم.

في سياق متصل، سبق للأطر النقابية بالمجموعة الفندقية التابعة لنقابتي «الاستقلال» و«الاتحاد»، أن قدموا تقارير انتقدت بشدة الطريقة التي تم بموجبها تفويت إدارة تدبير وتسيير مجموعة «فندق جنان فاس» الشركة الأمريكية «ماريوت»، والتي استعانت بأطر فرنسية وأمريكية أنهكت، حسب النقابيين، ميزانية المجموعة الفندقية لـCDG، وذلك بسبب الرواتب والتعويضات الخيالية التي حصلوا عليها، حيث بلغت التعويضات السخية، حتى صيف 2017 -حسب تقارير النقابيين- والتي صرفت للمدير العام للمجموعة منذ فتح الفندق في شهر نونبر 2016، إلى 49 مليون سنتيم، أما مدير الموارد البشرية، وهو من الأطقم الجديدة التي حلت بالفندق لتجاوز أزمته، فقد وصلت المنحة التي صرفت له إلى حوالي 7 ملايين سنتيم، وقدرت تعويضات مدير المطاعم بـ10 ملايين سنتيم، أما مدير الاستقبالات فقد صرفت له تعويضات ناهزت 12 مليون سنتيم، فيما حصل المستخدمون المغاربة، من عمال وعاملات الفندق ممن أفنوا أعمارهم في مجموعة فنادق الـCDG، وعددهم يزيد على 113 مستخدما، على منحة 2 مليون سنتيم، أي بتعويض تراوح بين 50 و200 درهم للعامل الواحد، ما خلف احتجاجات كبيرة للعمال على المعايير المعتمدة في صرف هذه التعويضات.

يذكر أن «فندق جنان فاس»، الذي أشرفت المديرة العامة السابقة لصندوق الاستثمار السياحي، مونية بوستة، على امتياز تدبيره وتسيره من قبل الشركة الأمريكية الدولية «ماريوت»، عرفت أشغال ترميمه وتأهيله، عقب إغلاقه نهاية دجنبر 2011، عدة اختلالات ربطتها مصادر «اليوم24» بالمدة الزمنية التي تطلبت إنهاء الأشغال لحوالي 4 سنوات، بدلا من 18 شهرا، بتكلفة مالية حددت في 42 مليار سنتيم، لكن الشركة الأمريكية، حين حضرت إلى فاس لتوقيع عقد التدبير المفوض مع الـCDG في 2015، تحفظت على الطريقة التي تمت بها أشغال الإصلاح والتأهيل، وطالبت بإجراء إصلاحات أخرى وصلت، استنادا إلى مصادر الجريدة، إلى 8 ملايير سنتيم، حيث ارتفع المجموع الإجمالي لكلفة الإصلاح إلى أزيد من 50 مليار سنتيم.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي