لأول مرة يقر بوجود «الحريك» بالمجان.. المغرب يعلن الحرب على «الفانطوم»

25 سبتمبر 2018 - 18:02

المغرب يؤكد وجود حملة لتهريب الشباب المغاربة بالمجان إلى أوروبا من قبل جهات غير معروفة لم تكشفها التحقيقات بعد، ويعلن الحرب عليها. إذ في سابقة  خرجت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية ببلاغ يوم أول أمس الأحد، تعلن فيه أن عناصر البحرية الملكية تمكنت، بتعاون مع الدرك الملكي، من إحباط محاولة للهجرة السرية انطلاقا من شاطئ مارتيل.

وتعليقا على هذه الحملة المجهولة وغير المعروفة الأهداف، رجح محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في اتصال مع “اليوم24″، إمكانية أن يكون أباطرة ترهيب المخدرات بين شمال المملكة والجنوب الإسباني وراء حملة الهجرة السرية وبالمجان، أحيانا، على متن قوارب الموت في محاولة لاستفزاز الدولة المغربية والاتحاد الأوروبي والحكومة الإسبانية، من أجل الضغط عليها بعد تفكيك الأجهزة الأمنية المغربية بتنسيق مع الأوربيين منذ 2017 منظمات إجرامية دولية قوية متخصصة في تهريب الحشيش والكوكايين، وحجز أطنان من المخدرين واعتقال مهربين كما حدث مثلا في سواحل الداخلة قبل شهور، وفي إحدى الضيعات الفلاحية بين الصخيرات وتمارة، في أكبر عملية حجز من هذا النوع في المغرب.

بنعيسى تساءل قائلا: “أكثر من 5 محاولات لحد الآن قام بها أباطرة تهريب المخدرات بين ضفتي المتوسط لتهريب البشر مجانا.. ما الذي يمكن أن يعني ذلك؟ قبل أن يجب قائلا: “يعني قدرة أباطرة تهريب المخدرات بين الضفتين على تهديد “استقرار” البلد، وتحد واضح لدولة تمتلك سيادة وعجز هذه الأخيرة لحد الآن عن إيقافه، وأن المغرب الذي كان قاب قوسين أو ادني من السكتة القلبية في أواخر عهد الملك الحسن الثاني  يعيش الآن مرحلة الموت السريري، حيث توقف جريان الدم عبر الأوعية الدموية التي هي المؤسسات الرسمية، وأصبحت في عطالة واضحة مما يحتاج المغرب معها إلى صدمة كهربائية وحقن أدرينالين لإعادة إنعاش الجسد”.

في نفس السياق، كشفت معطيات حصلت عليها “اليوم24” من مدينتي تطوان والحسيمة وضواحيهما، أن بعض الشباب في حالة تأهب ويرابطون في الساعات الأخيرة قرب الشاطئ من أجل الاستفادة من الهجرة السرية بالمجان التي أطلقتها جهات مجهولة وغير معروفة الأهداف من أيام على مواقع التواصل الاجتماعي.  وأضافت أن لا شيء يعلو في نقاشات البيوت والمقاهي وشوارع المنطقة غير حملة الهجرة بالمجان التي أطلقتها جهات مجهولة هذه الأيام. وهو الشيء الذي أكدته وكالة الأنباء الإسبانية بالإشارة إلى أن مئات الأشخاص نزلوا ليلة أول أمس الأحد إلى الشاطئ بعد انتشار إشاعة الهجرة السرية بالمجان إلى إسبانيا.

وتزامنا مع ذلك، تقوم الأجهزة الأمنية بحملة أمنية تمشيطية لشواطئ مدينتي الحسيمة وتطون من أجل مطاردة بعض المهربين الذين يحثون الشباب على الهجرة السرية لأسباب لم يستطع الأمن إلى حدود الساعة فك شفراتها رغم تأكيد الحكومة فتحها تحقيقات في هذه القضية. كما يقوم الأمن بنصب “برجات” من أجل التحقق من هوية الأشخاص الذين يلجون المدينة، لاسيما بعد ترحيل المهاجرين الأفارقة في الأيام الماضية إلى وسط وجنوب المملكة، خوفا من عودتهم إلى الشمال.

على صعيد متصل، بعد أن كشفت “اليوم24″، بناء على أرقام أممية وأوروبية تناقضات الحكومة بعد تفضيلها الكشف عن عدد المهاجرين المغاربة الذين منعتهم من الإبحار صوب إسبانيا والتزام الصمت حيال الذين استطاعوا “الحريك”، عاد مصدر من وزارة الداخلية الإسبانية ليؤكد أن عدد المغاربة الواصلين إلى الجنوب الإسباني منذ يناير الماضي يزيد عن رقم 6000 مغربي الذي أوردته الجريدة ومنابر إعلامية أوروبية، معترفا أن الرقم بلغ إلى  حدود 15 شتنبر الحالي 6433 حرّاكا مغربي، علما أن مجموع المهاجرين من مختلف الجنسيات الذين وصلوا إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق بلغ 33215 حراكا، حسب “إلباييس”. وكان 4594 حراكا مغربي وصلوا إلى إسبانيا سنة 2017، أي أن الرقم ما بين يناير 2017 و15 شتنبر 2018 بلغ 11127 حرّاكا مغربيا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي