بنكيران انبساطي والعثماني انقباضي.. المودن يحلل شخصيتهما عبر علم الفراسة وقريبا أخنوش والريسوني

08 فبراير 2019 - 10:00

جلال المودن، مدرب متخصص في البرمجة اللغوية العصبية، وأيضا، في الإرشاد الأسري والتربوي، إلى جانب كونه رائدا في الفراسة وقراءة لغة الجسد، وهو حاصل على ماستر الطب التكميلي، وماستر العلاج باليوغا، وماستر ثان حول الاجتهاد والتجديد والتواص الحضاري تحت عنوان: « الطب النبوي تأصيله »، ثم دكتوراه تحت عنوان « القواعد الأصولية وتطبيقاتها في الأحكام والنوازل الطبية ».

ولجلال المودن العديد من المؤلفات، من بينها « نظرية الأحلام بين فرويد وكارل ليونج وإريك فروم، ثم كتاب « العلاج الروحي: الصلاة واليوغا دراسة مقارنة… وهو مذيع قدم العديد من البرامج على إلإذاعات، بينها برنامج « قبسات من الطب النبوي وبرنامج صحة وراحة البال، ثم برنامجي « نور الحكمة »، و »خير وسلام لتفسير الأحلام »، اللذين يبثان على إذاعة « إم إف إم » منذ عام 2015 إلى الآن.

  • نظمتم أخيرا دورات تكوينية وتعريفية بعلم الفراسة كيف تعرفون هذا العلم لمن يكتشفه لأول مرة؟

 الفراسة، استدلال على الباطن، من خلال الظاهر، أي معرفة الشخصية من خلال قراءة ملامح الوجه، وأشكال أعضائه كالعينين، والجبهة، والأنف.. وكما يقال هي مرآة الشخصية الإنسانية، فالوجه كتاب مفتوح يمكن قراءته لمن تملك أدوات، ومفاتيح ذلك.

علم الفراسة أقسام وأنواع قربنا منها أكثر؟

علم الفراسة ينقسم إلى أقسام، وأنواع. أولا: الأقسام: في ثراتنا الإسلامي تنقسم الفراسة إلى ربانية، وأخرى مكتسبة؛ الأولى تسمى أيضا بالبصيرة، التي يهبها الله لأصحاب الرياضات، والعبادات، وعليه فهي فراسة خاصة، وفي هذا المعنى يدخل قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات لمتوسمين) والأثر: « اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله ».

أما الفراسة، التي نتحدث عنها، فهي الفراسة المكتسبة، التي يمكن تعلمها، والتمرن عليها لضبط مهاراتها، وهي، التي شد الرحال الإمام الشافعي لتعلمها في اليمن، وكانت من العلوم المعروفة عند العرب قبل الإسلام، وبعده، ولاتزال بعض القبائل العربية على علم ودراية بذلك إلى الآن.

وبخصوص أنواعها، فقد اشتهر قديما عند العرب ما يعرف بـ »العيافة »، وهي فراسة تتبع أثر النعال، أو حوافر الدواب لمعرفة اتجاهها ثم « القيافة »، وهي معرفة الناس بالنظر إلى شكل وجوههم، وأعضائهم، وكانت تستعمل لنسبة الأطفال لآبائهم عند الاختلاف مع الأم في ذلك.

وهناك أيضا ما يعرف بفراسة « الريافة »، وهي معرفة مصادر المياه من خلال التربة، والرائحة، والنباتات…

أما في عصرنا الحالي فما يجري الاهتمام به هي فراسة الوجوه (علم الفيسيونومي)

وفراسة قراءة لغة الجسد، والإيماءات، والحركات، وفيه فراسة الإحساس، والنبرات، والهيآت، والمظهر، والوضعيات، ثم « فراسة الألوان » (سيكولوجية الألوان)، وكذا فراسة خط اليد (علوم الجرافولوجي).

– الفراسة المتخصصة يكتسبها الشخص مع الخبرة، والتجربة، والدراسة في مجال كالطبيب، والمهندس، وبائعي السيارات، والذهب والألماس، والعطور.

طيب أي هذه الأنواع تخصصت فيه؟

أهتم بالثلاثة الأوائل بشكل خاص؛ القسم الأول: قراءة الوجوه، أي دلالة سمات الوجه، وأشكاله، ثم القسم الثاني: لغة الجسد، أي حركات، وإيماءات الجسد، ودلالتها، والقسم الثالث: سيكولوجية الألوان، والقسم الرابع: والأخير متعلق بالأسماء.

س: كيف هي علاقة المغاربة بهذا العلم؟

حسب علمي هذا العلم لايزال يلفه النسيان في المغرب، وسبق أن نظمت دورات تكوينية له من طرف أطر أجنبية فرنسية، ومصرية ببعض المدن المغربية، ولعله كان لي السبق بتقديم أول دورة في هذا المجال، خلال العام الماضي، في مدينة فاس، وعرفت حضور أطر من التعليم، والطب، والقضاء…، وكانت شهاداتهم كلها متفقة على تطابق القراءة مع الحاضرين بنسبة تكاد تكون تامة.

ومن لطائف ما وقع لي مع القاضي، الحاضر للتكوين، أنه أبدى تشككه في إمكانية قراءة الشخصية من خلال الوجه، وكان جوابي حاسما: « اليوم سنزيل الأقنعة، ونرفع الحجب، وستكون التطبيقات عليك ابتداء، وكذلك كان. وما فتئ في كل مرة يؤكد في اندهاش.

ألا تقدمون قراءات للشخصيات المعروفة، خلال هذه الدورات، واللقاءات، التي تنظمونها ضمن نادي الفراسة؟

بلى، من أهم ثمرات الدورة الأخيرة، التي نظمناها، وحضرها أطباء، قراءة لشخصيات مغربية بارزة، من بينها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، ورئيس الحكومة الحالي، سعد الدين العثماني، وقمنا بإجراء مقارنات بينهما، والنتيجة كانت أن شخصية الأول انبساطية تقبل بالمخالف، عكس شخصية الثاني (انقباضي)، الذي يضيق ذرعا بالخلاف، وتوصلنا خلالها إلى أنه من المحتمل أن يزيل مخالفيه من الأمانة العامة، وذلك، فعلا، ما حصل لاحقا.

ونعمل من خلال نادي الفراسة، الذي أنشأناه عقب الدورة على قراءة بعض الشخصيات العامة، ومن المنتظر أن نعمل في الدورات المقبلة على أبرز شخصية سياسية، وعلمية إن شاء الله.

هل يمكننا معرفة مَن من الشخصيات ستقدمون قراءة عنها عبر علم الفراسة؟

بعد كل من عبد الإله بن كيران، وسعد الدين العثماني، عملنا على شخصية المقرئ أبو زيد، وسنعمل، خلال شهر فبراير الجاري، على قراءة شخصية الفقيه العالم أحمد الريسوني، وشخصية السياسي عزيز أخنوش.

هل ثمة إقبال على دراسة وتعلم هذا العلم في المغرب؟

حسب خبرتي المتواضعة، فإن المغاربة لديهم نهم، وتطلع للمعرفة، وفي كل مرة أتواصل مع الناس، خلال لقاءات، أو ندوات، أو ضمن الدورات التكوينية، أجد أن ذلك يخلف انطباعا طيبا في النفوس، خصوصا مع وجود المؤكدات، والشهادات العينية، لكن لا يزال إشراك الفراسة في قراءة الأحداث، والشخصيات، على المستوى الإعلامي، ضعيفا، إن لم يكن منعدما، إذ لا تزال القراءة السطحية الوصفية هي الطاغية، في حين، الآن، في أوربا، وأمريكا خطابات الزعماء، والرؤساء تقرأ من خلال لغة الجسد، وإيماءات العين، وتعابير الوجه، التي تستبطن الكثير من الإشارات، والأخبار، والمعلومات، التي لا تقرأ في الكلمات، فمثلا الآن خبراء الفراسة الأمريكيون يحصون على « ترامب » آلاف الكذبات على الهواء من خلال خطاباته.

وإجمالا، فإن علم الفراسة علم واعد في المغرب، وأرجو أن تتاح الفرصة للتعريف به، وتقريبه من الناس، واستثماره في مختلف مجالات الحياة، وعلى رأسها تحليل الشخصيات العامة، وخطاباتها، والأحداث المرتبطة بها، وفي المجال التربوي، وإدارة الأعمال، والعلاقات الزوجية …

هل يمكن الاستدلال على كذب الشخص، ومعرفة شعوره عبر علم الفراسة؟

نعم يمكن الاستدلال على كذب الشخصيات العامة من خلال تعابير الوجه، ومعرفة شعورهم بالخوف، والقلق، وغير ذلك من المشاعر عبر تتبع نبرات صوتهم، ووقفاتهم، وانحناءاتهم، وحركات أيديهم. وهذا ما يقوم به خبراء الفراسة، ولغة الجسد، والمتمكنون من أساسيات هذا العلم.

وهذا ما أرجو أن تنفتح عليه قنواتنا، وإذاعاتنا مستقبلا إن شاء الله.

كيف هي علاقة الفراسة بالطب النفسي؟ وهل يستفيد الثاني من الأول؟

أوضحت سابقا أن الفراسة، الآن، في أوربا، وأمريكا، ومنذ عشرينيات القرن، تم وضعها على أسس علمية، وتشريحية، ونفسية بناء على علميّ الفيسيونومي، والفرينولوجي، وأسموه علم الكاراكترولجي Characterology.

أما مدى الاستفادة من ذلك ميدانيا، فلا يزال ضعيفا على المستوى الطبي، لأن الطب، عموما، والنفسي، ضمنا، تسيطر عليه النزعة المادية، القائمة على الفلسفة النيوتونية الديكارتية، القائمة على أساس أن كل ما ليس ماديا، ليس علميا، وبالتالي نفي لعالم الغيب، والروح، وما جاور ذلك.

في المقابل، هناك توجه علمي جديد، مبني على ميكانيكا الكم، أو الفيزياء الكمية، التي تؤكد وجود ما وراء المادة، وتأثيرها في الحياة الإنسانية بشكل كبير، وكان من تمراث هذه المدرسة، وعلى رأسها انشتاين، وتلاميذه إثبات وجود الروح، ونسبية المادة، والزمن والمكان، والأجسام الأثيرية، والعوالم الممكنة… وهي ثورة العلم الحديث، ومن نتائجها العلمية البلوثوت، وأجهزة التحكم عن بعد ،وغيرها كثير…

ولهذا يوجد الآن في مقابل مدرسة الطب النفسي بسيكولوجي –دراسة النفس الداخلية- ما يسمى مدرسة البارا سيكولوجي –دارسة النفس الخارجية- وهي تعنى بدراسة الروح، والنفس، وبعض الظواهر كالتخاطر عن بعد، والاستبصار، والرؤى، والأحلام، وقد وجدت في الفيزياء الكمية إجابات عن كثير من تساؤلاتها التاريخية.

هل يمكن الاستعانة بهذا العلم في تطوير مهارات المشتغلين في مجالات أخرى؟

أكيد، ومثال ذلك الاستفادة منه في مجال المبيعات، والتسويق، إذ تعتبر لغة الجسد أحد أهم مكونات الإدارة، والتسيير، والتواصل الفعال، ويزداد الاهتمام بعلم الفراسة أكثر في المجال السياسي، وصناعة القادة، إذ يخضع الزعماء اليوم لدورات تكوينية، تحت مسمى ما يعرف بتقوية « الكاريزما »، وحضور الشخصية، وفن الإقناع باستعمال لغة الجسد.

ولا يفوتني هنا لفت الانتباه إلى أن أمريكا، الآن، تعتمد بشكل كبير على علم الفراسة لكشف الكذب، أثناء التحقيق، وترقب التدخلات العاجلة في حراسة الشخصيات، وتدبير الأزمات.

ويرجع الفضل إلى « بول هيكمان »، صاحب كتاب « أطلس المشاعر »، وهو أحد نوابغ قراءة ملامح الوجه، الذي عمل على تطوير كفاءة المحققين الفيدراليين في كشف الكذب من خلال تعابير الوجه، ويعمل، الآن، مستشارا عند العديد من شركات التسويق.

علم الفراسة هو علم قديم حديث، هل ثمة بحوث، ودراسات في هذا المجال، سواء تاريخيا أو في الوقت الراهن؟

طبعا هناك بحوث، ودراسات في الفراسة، وتاريخيا، وجدت عند الفراعنة القدامى في بعضٍ من برديات الأسرة الثانية عشر.

وذكر الشاعر اليوناني « هوميروس » وصفا لشخصية « ترسيس » في ملحمة الإلياذة ما استدل به من ظاهر أوصافه على أخلاقه الباطنة، كما أن الفيلسوف اليوناني « فيثاغورس » كتب عن عدة قواعد لقراءة الوجه، وكان يستخدم هذا العلم في مقابلاته الشخصية لقبول تلاميذ جدد في مدرسته.

ولـ »أبوقراط »، الطبيب الشهير، ووضع نظريته عن فراسة الأمزجة، وقسم الأمزجة إلى 4 أمزجة تبعاً لكيمياء الدم، وهي المزاج الصفراوي، والسوداوي، والليمفاوي، الدموي، ولكل مزاج صفات وسمات جسدية، وطباع، وأخلاق مختلفة عن المزاج الآخر.

ويعتبر الفيلسوف اليوناني « أرسطو » أول من كتب كتابا في علم الفيسيونومي، فذكر أن للإنسان سمات في وجهه تدل على الصفات المختلفة، كالشجاعة، والقوة، والجبن، والغباء. . الخ، وربط أرسطو بين شكل أوجه الحيوانات، ووجه الإنسان، حيث إنه من قارب وجهه وجهاً لأحد الحيوانات، فإنه (حسب نظرية ارسطو) يتصف بصفات هذا الحيوان كشجاعة الأسد، وقوة الثور، ومكر الثعلب وهكذا، وقد انتشرت هذه النظرية في أوربا، وترجمت لعدة لغات، وكانت أساساً لعدة نظريات، ودراسات بعدها في هذا العلم.

واستفاد العرب المسلمون، لاحقاً، من اليونان، والرومان، ونهلوا من نظريات أرسطو، وأبوقراط، وألفوا كتبا مستقلة أصبحت فيما بعد مراجع لعلماء أوربا في القرون المظلمة الوسطى، ومن أشهر هؤلاء العلماء العرب: الإمام فخر الدين الرازي (1190 م) – كتب كتابا عنوانه “كتاب الفراسة”، ثم الإمام ابن القيم الجوزية (1320 م)، وقد كتب كتابا عنوانه “الفراسة”، فضلا عن شمس الدين محمد بن ابي طالب ساري (1360 م)، الذي كتب كتابا عنوانه “السياسة في علم الفراسة” • العارف بالله زين العابدين محمد العمري المرصفي – كتب كتابا عنوانه “البهجة الإنسية في الفراسة الإنسانية”.

ومع اقتراب القرن الثامن عشر من نهايته، قام الشاعر، والعالم، والفنان النمساوي « جون كاسبر لافاتر » بعمل بحث مطول عن العلاقة بين ملامح الوجه، والقدرات العقلية، والميول الطبيعية للإنسان، وكان البحث يقوم على نهج علمي مستخدما علم الفسيولوجيا، وعلم التشريح، وقام برصد وملاحظة العديد من الوجوه، والسمات، ثم أصدر كتاباً عام (1775 م) بعنوان Essays on Physiognomy يحتوي على 500 صفحة، و600 صورة لرؤوس، وسمات وجهية مختلفة لشرح ملاحظاته، وعلى هذا يعتبر « جون كاسبر لافاتر » هو أبو علم الفيسيونومي الحديث، حيث إنه قدم أول بحث على أساس علمي يشرح جوانب هذا العلم، وقد ترجم هذا الكتاب إلى عديد من اللغات، وأصبح أساسا لهذا العلم، بني عليه العديد من النظريات، والأبحاث إلى يومنا هذا.

Essays on Physiognomy نظرية بيتر كامبر

وضع بيتر كامبر(1780 م) خبير التشريح الألماني نظرية تنص على أنه يمكن قياس الذكاء، والرقي بقياس زوايا الوجه، والجبهه، وتقاس الزاوية بين خطين يبدأن عند طرف الأنف، وينتهيان عند أسفل الأذن، وأعلى الجبهة، وكلما زادت الزاوية انفراجا، زاد رقي، وذكاء الشخص.

وفي بداية القرن التاسع عشر، قدم العالم « فرانز جوزيف جول » نظريته عن إمكانية معرفة الشخصية من خلال شكل، ومحيط الجمجمة، حيث إن شكل الجمجمة يدل على شكل المخ بداخلها، فأشار « جال » إلى 27 موضعا في الجمجمة، ووضح أن هذه المواضع من المخ تعكس سلوكيات، وشخصية الفرد، فقسم الرأس إلى عدة مواضع، كلٌ منها مختص بمَلكة فكرية معينة، وإذا كبر نتوء الجمجمة في هذه المنطقة، زاد وضوح الصفة المختصة بها هذه المَلكة، وإذا ضمر هذا النتوء ضمر معه وضوح الصفة، وهكذا.

وقد كانت هذه النظرية مبنية على العديد من الأدلة المادية، والملاحظات الشخصية، ولاقت نجاحا، وقبولاً كبيرين، ثم أكمل عمله من بعده « جون جاسبر سبورزيم »، الذي عكف على دراسة نظرية « جول »، وطورها، وجعلها علما مستقلاً، أسماه الفرينولوجي Phrenology، أو علم فراسة الدماغ، وانتشرت الفرينولوجيا في جميع أنحاء أوربا، وأمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، حتى حمل لواء الفرينولوجيا الأخوان « فاولر »، اللذان حولاه إلى استعراض ترفيهي أقرب إلى الشعوذة، مما أفقد هذا العلم مصداقيته، ومكانته.

في عشرينيات القرن العشرين، تم وضع اللبنات العلمية لقراءة الوجه، والرأس على اساس علمي الفيسيونومي، والفرينولوجي، وأسموه علم الكاراكترولجي Characterology على أسس علمية، وتشريحية، ونفسية، ومن أشهر من كتب في هذا العلم:

• ماري اولمستاد ستانتون – كتبت كتابا عنوانه The Encyclopedia Of Face And Form Reading
• ليندر هاملتون ماكورمك – كتب كتابا عنوانه Characterology An Exact Science
• كاثرين بلاكفورد – كتبت كتابا عنوانه Analyzing Character و قد جمع هذا الكتاب افضل ما في الفيسيونومي و الفرينولوجي معاً.
في أربعينيات القرن العشرين، قدم عالم النفس، ويليام شيلدون نظريته عن علاقة البنية الجسدية بشخصية الإنسان، حيث عكف على دراسة العلاقة بين ثلاثة أنواع من البنى الجسدية، وهي البنية النحيلة، والعضلية، والبدينة، ووضح أن لكل منها سمات مختلفة في الشخصية.

في ثلاثينيات القرن، أخذ قاضي لوس انجلوس « إدوارد جونز » يلاحظ سلوك الأفراد، الذين مثلوا أمامه في المحكمة، ويقارن بين الملامح الوجهية، والجسدية، وشخصية الفرد، وزاد إعجابه بهذه الملاحظات حتى ترك عمله، وتفرغ للبحث في هذا المجال مستعيناً بالفيسيونومي، والفرينولوجي، واستند « جونز » على الأسس العلمية في اختياره لثمانية وستين سمة في الوجه، والرأس، وراحة اليد، و بنية الجسم، التي بنى عليها أسس علم الفراسة الجديد، الذي عُرف بإسم البرسونولوجي Personology ، ويعتبر جونز هو مؤسس أحدث اتجاه، أو مدرسة في علم قراءة الوجه، ثم أكمل « روبرت وايت سايد » ما بدأه « جونز »، وأضاف إليه، ونقحه، وقام بعمل بحث ميداني على عينة من 1028 شخص ليتحرى مدى دقة سمات الشخصية، والعلاقات، وبرامج تقييم العاملين في الوظائف المختلفة، وكانت النتيجة أن نسبة الدقة وصلت 92 في المائة، ومنذ عصر « وايت سايد »، وحتى وقتنا هذا، والعديد ممن يخضعون لعملية تقييم سماتهم الشخصية عن طريق قراءة الوجه يدللون على صحة هذا العلم.

وفي متناولنا، الآن، العديد من الكتب عن قراءة الوجه في أوربا، وأمريكا قائمة على أساس الفيسيونومي، والبرسونولوجي، والفرينولوجي، وأيضا، علم قراءة الوجه الصيني « ميان شيانج ».

ويعد كل من المهندس « يزن مروان حسين »، والدكتور، عصام السلوادي، من أبرز مؤسسي الفراسة في الوطن العربي ببحث استمر لمدة 11 عشر سنة، وكان من ثمرته رسالة دكتوراه عصام السلوادي في الأردن.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي