فهد بنشمسي في حوار مع "اليوم 24": بدأت موسيقى كناوة قبل التمثيل.. والهجرة تلزمك بمبدأ "خاصك تحفر عليها"

26 يناير 2020 - 17:43

بصم فهد بنشمسي على مسار مميز في التمثيل في الساحة المغربية، لكن عشقه للموسيقى لم يكن ظاهرا للجمهور الواسع، على الرغم من أن انطلاقته في عالم الفن كانت من بوابتها، حتى إن كثيرين ظنوا بعد إصداره لألبومه من الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا، أنه وافد جديد على الغناء.

الموسيقى، التي سحرت الفنان فهد بنشمسي منذ المراهقة، موسيقى روحية، من أصل إفريقي، لكن عشقها منتشر في العالم، إذ اصطحب ولعه بها معه خلال هجرته للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسس مجموعة غنائية في هذا النوع من الموسيقى.

فهد بنشمسي، المعروف لدى الغالبية بأنه ممثل، هو “كناوي” كذلك، ويحترف موسيقى كناوة منذ وقت طويل، وإلمامه بها جعله يتعمق في البحث عن أسرارها، وتفاصيلها الدقيقة، وتتلمذ على يد كبار “المعلمين”، ثم احترفها إلى جانب التمثيل.

“اليوم24” أجرى حوارا مع فهد بنشمسي، ليقرب الجمهور أكثر من مساره في “تكناويت”، ومجموعته الغنائية في الولايات المتحدة الأمريكية، وألبومها الغنائي، الذي أصدرته بـ 4 أغان، فتحدث عن سبب هجرته إلى بلاد العم سام، وتجربته في دخوله عالم “هوليوود”.

بداية، هنيئا لك إصدار الألبوم الجديد.. حدثنا عنه وعن فرقتك الموسيقية؟

عند بداية قدومي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قررت تأسيس فرقة “كناويست”، وهي فرقة تقدم موسيقى تمزج بين كناوة، وموسيقى غرب إفريقيا، وتضم راقصين ينحدرون من هناك، قدمنا حفلات في لوس أنجلس، وتفاعل الجمهور معنا بشكل جيد، وجميل، لذلك قررنا أن نسير نحو خطوة أبعد، والتقيت بالمنتج “ألكسندر نيمي”، ومدير أعماله، خالد نايت، واتفقنا على تقديم موسيقى متنوعة، يحضر فيها الجاز كذلك، إذ تكلف، بعد ذلك، المنتج بتجميع الموسيقين، والعازفين، ثم سجلنا أغاني ألبومنا في استوديو Village studios، وهو مكان مر منه كبار المغنيين.

الألبوم الجديد يتيح لنا فرصة المشاركة في مهرجانات، وحفلات في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأوربا، وهو يضم أربعة أعمال بعنواين “بوشانة”، و”شمهروش”، و”كاتيبلا”، و”يوملا”.

الكثيرون من جمهورك لم يكن يعرفون أنك تغني.. كيف بدأ توجهك نحو هذا الميدان؟

الغناء، ميدان ولجته قبل التمثيل، وبالتالي ليس هناك انتقال من التمثيل إلى الغناء، فأول حفل قدمته في المدرسة، وكان عمري 15 سنة، إذ سبق أن أسست، وساهمت في مجموعات غنائية في المغرب، واشتغلت مع الموسيقي باري سنتين كذلك، ثم أسست مجموعة تقدم موسيقى تمزج بين فن كناوة بالطريقة المغربية والجزائرية، لأكمل المشوار، حاليا، مع فرقة “كناويست”، ومجموعة “فهد بنشمي وأصدقاؤه” .

[youtube id=”7batRqM7L8w”]

لماذا اخترت موسيقى كناوة بالضبط؟

لأنها بكل بساطة الموسيقى، التي “تتكلم” معي أكثر مقارنة مع باقي الأنماط، إذ كنت في وقت سابق أسمع موسيقى مجموعة ناس الغيوان، وتأثرت بروح كناوة في أعمالهم الغنائية، وعشقت آلة الكمبري، وعندما بدأت الموسيقى اطلعت على كتب عديدة تخص فن كناوة، وبحثت حول الثقافة الكناوية، إضافة إلى حضوري مواسم كثيرة، منها موسمي سيدي علي بنحمدوش، وتامصلوحت، وجالست كبار “المعلميين”، مثل عبد الكبير مرشان، وحميد القصري، وحضرت ليالي كناوية، واطلعت خلالها على أجوائها، وطقوسها، منها البخور، والجدبة.. والآن عندما ألعب الموسيقى يحضر كل هذا في مخيلتي، ويجعلني أقدم هذا الفن بطريقة سليمة.

أنت الآن مستقر في الولايات المتحدة الأمريكية.. لماذا هذا الاختيار؟

قررت الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأجرب من منطلق “اللهم نجرب ومتصدقش أو منجربش ونندم”، الحمد لله أنا وسلسلة..، حاليا بخير، أنجزت أعمالا في التمثيل، منها على سبيل المثال ،” American Sniper” و “THE LOOMING TOWER”، أما بخصوص الموسيقى، فأشعر أنني في مسار جيد… أنا، حاليا، في أمريكا، لكن هذا لا يعني أنني لا يمكن أن أعود إلى المغرب، أو أن أنتقل إلى دولة أخرى.. “احنا غاديين مع الدنيا”.

إلى أي حد أثرت الهجرة في مسارك بخصوص حضورك بقوة في الساحة؟

قبل الهجرة، أظن أن حضوري في ساحة التمثيل في المغرب كان قويا، وإلى جانب هذا، فإن الغياب لمدة 4 أو 5 سنوات لن يمحي اسم فهد بنشمسي من ذاكرة الجمهور، إضافة إلى مسألة إعادة بث الأعمال، التي شاركت فيها على القنوات المغربية، وهذا أمر يساعد على استمرار حضوري في الساحة، وأنا مستعد للقدوم إلى المغرب للاشتغال في عمل ما، لأنني، حاليا، أعيش بين المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية.

هل تحاول التوجه نحو المشاركة في أعمال أمريكية وكسب شهرة هناك ؟

هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكي أجرب، وأشتغل فيها، لكن لا أعتبر الشهرة من بين أهدافي، بل إن هدفي الحقيقي أن أفعل ما أحب، وأرغب فيه، وأتعلم أكثر، فأكثر، وفي أمريكا يوجد أكبر سوق للإنتاج الفني في العالم، ما يساعدني على تطوير مساري، والتعلم أكثر.

هناك شباب مغاربة حالمون بالهجرة.. ما هي رسالتك لهم؟

حول هذا الموضوع أقول لهم “الهجرة ماسهلاش”.. هي أمر صعب، ويلزم الشباب الحالم بها أن يكتسب حرفة في المغرب، ليستطيع استثمارها في المهجر، والعمل على تطوير ذاته، لأنه فعلا، وكما نقول في العامية المغربية “خاصك تحفر عليها”.

هناك بلدان تقدم يد المساعدة للمهاجر، ليستطيع تحسين حياته، لكن هناك أخرى تسود فيها عراقيل منها العنصرية، وأعتبر أن دول أوربا تقدم فرصا أفضل للمهاجرين مقارنة مع أمريكا، لكن أقولها، وأكررها: “الهجرة دون حرفة يتقنها المهاجر صعبة للغاية، إضافة إلى ضرورة وجود الرغبة في النجاح، وتحقيق الذات.

قبل إنهاء حوارنا، ماذا يريد فهد بنشمسي أن يقوله لجمهوره؟

أقول له: “بلا بيكم ما كاين والو”، لأن حب الناس للفنان هو الدافع إلى التطور، أرغب في شكره عن التتبع، والاهتمام، وأخبره عبر منبركم أن هناك مفاجأة سارة أحضرها لهم في المغرب، قريبا، وسأعلنها، بعد أيام قليلة، عبر حسابي على أنستغرام، “fehdbenchemsi”، لذلك أقول له تابعني، وشكرا له على ذلك.

received_2644090245878231

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي