إسبانيا: لدينا ثلاثة مجالات بحرية عالقة مع المغرب ولا داعي الآن للجوء للأمم المتحدة

22 فبراير 2020 - 11:00

عادت قضية انكباب المغرب على إتمام إجراءات ترسيم حدوده البحرية من السعدية حتى الكويرة إلى الواجهة من جديد. 

فقد أثارت جدلا كبيرا في إسبانيا منذ يوم أول أمس الأربعاء على إثر توجيه سؤل شفوي بمجلس النواب إلى وزيرة الخارجية الإسبانية، آرانتشا غونثاليث لايا، من قبل النائبة في حزب تحالف الكناري، آنا أورماس”، حول تأثير القرار المغربي على مياه جزر الكناري. 

ويبدو أن نزاع ترسيم الحدود البحرية لا يقتصر على الرباط ومدريد، بل بَرَزَ، أيضا، بين مدريد والجزائر حول ترسيم وتحديد المنطقة الاقتصادية بين البلدين قبالة جزر البلياري. 

لكن الحكومة الإسبانية أكدت أنه لا مجال للمقارنة بين المسألتين، مبرزة أنها تتواصل مع الرباط حول ترسيم الحدود البحرية، في المقابل، لا يوجد أي تواصل بهذا الخصوص مع الجزائر.

في هذا الصدد، أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية في ردها على طول 13 دقيقة أن إسبانيا لن تقبل بسياسة “فرض أمر الواقع” في قضية ترسيم الحدود البحرية مع المغرب، مبرزة أنها تحفظ لنفسها بحق اتخاذ الإجراءات الضرورية في حال وجود أي تحرك أحادي لتحديد الحدود من قبل السلطات المغربية. 

لكن الوزيرة عادت لتبين أن البلدين عبرا عن رغبتهما في معالجة هذه المسألة عبر الحوار والتفاهم. 

وتابعت الوزير أنها تدرس بشكل دقيق القانونين اللذين صادق عليهما البرلمان المغربي مؤخرا بغرفتيه. 

ودعت، كذلك، بعض الأحزاب ووسائل الإعلام، إلى تجنب التهويل وخلق حالة من الاستنفار، لأن “المغرب يقوم بنفس ما تقوم به إسبانيا، أي إنه يستعمل القانون الدولي لتحديد حدوده البحرية”. 

وقالت، كذلك، إنه لا يوجد ما يدفعها في الوقت الراهن إلى رفع شكاية إلى الأمم المتحدة ما دام المغرب ملتزم بالتفاوض والحوار كما أكد ذلك نظيرها المغربي، ناصر بوريطة، في أكثر من مناسبة أثناء مناقشة القانونين في البرلمان بغرفتيه.

في نفس السياق، كشفت الوزيرة أن “إسبانيا لديها حدود بحرية مع خمس دول: المغرب وفرنسا والبرتغال وإيطاليا والجزائر. وأغلب هذه الحدود غير مرسمة وغير محددة”، وأردفت: “ترسيم الحدود البحرية مسار طويل، كما هو مسار ترسيمها بين الدول المتجاورة”. 

وقالت إن “المغرب وإسبانيا لديهما مجالات بحرية متداخلة في ثلاث مناطق بحرية: في بحر البوران بالبحر الأبيض المتوسط، ومضيق جبل طارق وخليج قاديس، وفي منطقة جزر الكناري في المحيط الأطلسي. ترسيم الحدود لازال عالقا بينهما في هذه المجالات البحرية”.

وعلى صعيد متصل، أشارت الوزير الإسبانية في ندوة صحافية عقدتها يوم الأربعاء الماضي، إلى أنه إذا كانت مدريد والرباط اتفقتا على التفاوض لترسيم الحدود، فإن إسبانيا والجزائر يجب أن تشرعا في التفاوض حول المجالات البحرية المتداخلة بينهما في جزر البليار. 

وشرحت قائلة: “على خلاف المغرب الذي عبر في الوقت الراهن عن رغبته في ترسيم حدود البحرية.. فإن الجزائر، على غرار التعبير عن رغبته في ترسيم حدودها قبل سنتين، قدمت تصورها للكيفية التي يجب أن ترسم بها الحدود”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي