سنة فلاحية صعبة: ضياع 2 مليون هكتار من الحبوب بسبب الجفاف وتراجع حاد في مياه السدود

28 مايو 2020 - 20:00

سنة فلاحية صعبة عاشها المغرب هذا العام، تضاف إلى تداعيات أزمة كورونا. فإنتاج الحبوب تراجع إلى 30 مليونقنطار، وضاعت 2 مليون هكتار من مزروعات الحبوب بسبب الجفاف، فيما تعرف السدود تراجعا حادا في المياه وصلتإلى 17 في المائة في سوس، وإذا لم تتساقط الأمطار في شتنبر المقبل في الموسم المقبل سيكون أسوأ.. ورغم هذهالوضعية، فقد أكد وزير الفلاحة عزيز أخنوش أن كورونا لن تمنع المغاربة من الاحتفال بعيد الأضحى، مشيرا إلى أنمشكل العيد يكمن فقط في فتح الأسواق، التي أغلقتمن أجل حماية البادية من كوفيد 19″. وأوضح الوزير في جلسةمساءلة شهرية بمجلس المستشارين أن مصالح وزارة الفلاحة بالتعاون مع وزارة الداخلية، فتحت 12 سوقا بعد اتخاذالإجراءات الاحترازية، وتتجه نحو فتح 40 سوقا أخرى، وقاليجب أن نستعد للعيد، مضيفاكوفيد 19 لن يمنعالعيد، وأنمشكل العيد هو فتح الأسواق، مشيرا إلى أن المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية، قام بتلقيح 2 مليون و600 ألف رأس، مشددا على أن هناك تعاونا بين الداخلية والفلاحة ليكون العيد في الموعد، بفتح مزيد منالأسواق. يأتي ذلك في وقت قدم فيه وزير الفلاحة معطيات حول الوضعية الصعبة للقطاع الفلاحي، وخاصة تراجعمحصول الحبوب لـ30 مليون هكتار، بسبب قلة التساقطات هذه السنة.

عجز كبير في المياه

وتميزت هذه السنة الفلاحية بعدم انتظام التساقطات، بحيث إن 50 في المائة من الأمطار تساقطت ما بين شتنبرودجنبر، وبعد ذلكمر 55 يوما دون أن تجود السماء بأي قطرة، وأثرت الحرارة على محاصيل الحبوب. وفي مارس2020 عادت الأمطار للتساقط ليصل معدلها إلى 103 ملم كمعدل وطني، ومع ذلك، فإن حصيلة التساقطات في هذاالموسم الفلاحي كانت أقل بـ14 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. أما الإنتاج الفلاحي، فهو أيضا تراجع ليصل إلى28 في المائة، أقل من معدل الإنتاج الوطني خلال 30 سنة الماضية. ورغم هذه الوضعية، فقد أكد وزير الفلاحة، أنه جرتزارعة 5 ملايين و230 ألف هكتار من الأراضي، منها 4 ملايين و300 خصصت للحبوب. وبفضل الأمطار الأخيرة،أمكن حرث 900 ألف هكتار في الحوز في ظرف أسبوع بفضل استعمال المكننة، ما ساعد على إنقاذ حوالي مليونهكتار. وحول حصيلة الموسم الفلاحي المنتظر، فمن أصل 4 ملايين و300 ألف من المساحة المزروعة لن يتم حصاد سوى2 مليون 300 ألف، فيما ضاعت 2 مليون هكتار. وسيكون الإنتاج في حدود 30 مليون قنطار، وهو ما يمثل ناقص 42 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، وناقص 63 في المائة، مقارنة مع معدل الإنتاج خلال الفترة ما بين 2015 و2019.

وتأثرت نسبة ملء السدود بقلة التساقطات، بحيث أن جميع مناطق المغرب تعاني من عجزباستثناء المنطقة الشرقيةالتي عرفت زيادة مائية بـ5 في المائة. في العام الماضي، كانت مياه السدود الموجهة للفلاحة تعرف نسبة ملء تصل إلى58 في المائة في مثل هذه الفترة، في حين وصلت اليوم إلى 48 في المائة، وهناك سدود تراجعت نسبة ملئها إلى 17 فيالمائة. ومن أبرز المناطق المتضررة، حسب الوزير، مناطق سوس ودكالة والحوز، فيما تعد منطقة اللكوس الأفضل حالا.

هذه الوضعية المائية الصعبة، أثرت على كميات المياه الموجهة للسقي، بحيث خصصت 50 في المائة من حاجيات للسقي،لم يستعمل منها سوى 40 في المائة فقط، ما يدل على العجز المائي الكبير. فباستثناء منطقتي الغرب واللكوس، فإنالخصاص كان كبيرا في دوائر الري.

ورغم الحالة الوبائية والمشاكل الصحية، أكد وزير الفلاحة، أن قطاعي الفلاحة والصيد البحري واصلا تموين الأسواقبأسعار معقولة ومستقرة، مشيرا إلى أن هذه المرحلةكانت أكبر امتحان للقطاع الفلاحي في مواجهة الأزمة الصحيةوتداعياتها“.

دعم الفلاحين

ولمواجهة مشكل الجفاف ودعم الفلاحين التزمت الوزارة، بتوفير 2 مليون قنطار من الشعير المدعم، جرى توزيع 56 فيالمائة منها على الفلاحين، وتعمل الوزارة على وضع برنامج في شهر يونيو، للدعم بصهاريج المياه، ودعم علف الماشية،وأكد الوزير أن عملية مواكبة الفلاحين ستستمر إلى شتنبر المقبل،على أمل أن تعرف بداية السنة الفلاحية المقبلةتساقطات مطرية“. وبخصوص إنتاج الخضر والفواكه واللحوم، فإنهاكانت متوفرة، رغم الظروف المناخية، لكنهناكمخاوف جدية في بداية الموسم الفلاحي المقبل، إذا لم تجد السماء بالأمطار“.

وبخصوص مشاكل السقي في الضيعات الموجودة في سبت الكردان قرب تارودانت، أكد وزير الفلاحة، أن حصة مياهالسقي في المنطقة تخضع لقرار تحكيمي للجنة يرأسها والي أكادير، بحضور المكتب الوطني للماء الصالح للشرب،مشيرا إلى أن هناك طلبا لتخصيص 20 مليون متر مكعب للسقي في سبت الكردان، وتمنى الوزير أن يتم حل هذاالمشكل مع قرب شروع محطة تحلية ماء البحر في شتوكة آيت باها في العمل خلال الشهور المقبلة.

ارتفاع الصادرات الفلاحية

وبالرغم من هذه الوضعية الصعبة إلا أن إنتاج قصب السكر والشمندر لم يعرف تراجعا، حيث سجل نفس مردودية السنةالماضية تقريبا. وكانت النتائج أيضا إيجابية على مستوى التصدير، فصادرات البواكر، إلى غاية 17 ماي، سجلتارتفاعا بـ8 في المائة، بمليون و127 ألف طن، والطماطم ارتفعت بـ4 في المائة، بـ120 ألف طن، والحوامض 476 ألفطن، تراجعت بـ27 في المائة، ليس بسبب عدم توفر السوق، وإنما بسبب قلة الإنتاج بما بين 30 إلى 40 في المائة،خاصة الكليمونتين، ورغم الانخفاض في الكميات المصدرة إلا أن الانخفاض في الثمن لم يسجل سوى 2 في المائة مقارنةمع السنة الماضية. وارتفعت صادرات الفاصوليا إلى 116 ألف طن، بزيادة 9 في المائة، والقرعة (كورجيط) 44 ألفطن، بزيادة 8 في المائة، والدلاح 129 ألف طن، بزيادة 61 في المائة، والفواكه الحمراء 86 ألف طن، بزيادة 25 فيالمائة، والبطيخ 40 ألف طن، بزيادة 2,6 في المائة، ولافوكا بزيادة 193 في المائة، بحيث جرى تصدير 32 ألف طن.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي