ولد باهي: الصحراء ستكون ضمن أولويات إدارة بايدن -حوار

11 نوفمبر 2020 - 07:00

هل يمكن أن يحصل تقدم في ملف الصحراء مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن؟

الحديث عن توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة قد يكون سابقا لأوانه، وخصوصا بشأن ملف الصحراء، ومع ذلك يمكن إعطاء ملاحظات بناء على التقاليد السياسية الأمريكية. صحيح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن التزم أثناء حملته بمجموعة من القضايا، إضافة إلى ما جاء في خطاب النصر من تعهد بترميم البيت الداخلي لبلاده، أو ما وصفه بـ”تجميع الولايات المتحدة لا تقسيمها”، وجعل بلاده “محترمة في العالم مجددا”. وإذا عدنا إلى تقاليد السياسة الأمريكية تاريخيا، نجد أن لها مرتكزات أساسية ظلت تحفزها، وهذه المرتكزات هي الاقتصاد والتجارة، والدفاع عن الحرية والديمقراطية، وأخيرا الولع بالشرف والقوة، وأعتقد أن في ذلك إشارة خاصة أن الولايات المتحدة في المستقبل ستكون أكثر حضورا في قضايا العالم الدولية والإقليمية، وإذا ما تأكد ذلك، فالأكيد أن ملف الصحراء سيكون ضمن أولويات الإدارة الأمريكية بوصفه من أهم ملفات المنطقة الشائكة.

كيف تفسر صمت الحكومة الموريتانية إزاء إغلاق معبر الكركرات رغم أنها متضررة من مواصلة الإغلاق؟

موقف موريتانيا من هذه المسألة موقف حيادي، وبالتالي، ليس هناك ما يمكن إضافته بهذا الخصوص. فمسألة الصمت من الطرف الحيادي شيء طبيعي.

كيف ستكون حالة المنطقة المغاربية مع إدارة بايدن بعدما ساءت مع إدارة ترامب؟

علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة المغاربية ضاربة في عمق التاريخ وترجع إلى ما قبل الاستعمار، وهي من هذه الزاوية تعرف مؤشرات تطور ملحوظ، على الصعيدين الأمني والعسكري من ناحية، والاقتصادي من ناحية أخرى. فأمريكا تخوض حربا على الإرهاب منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، وهذه الجماعات تشهد هجرات تدفق غير مسبوقة إلى منطقة الساحل والصحراء والمنطقة المغاربية منذ عام 2007، وهو العام الذي أنشئت فيه القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (الأفريكوم). الملاحظ أن الأفريكوم منذ عام 2005 راهنت على تنظيم برنامج “فلنتلوك” سنويا في إحدى دول المنطقة، وهو برنامج يهدف رفع قدرات جيوش المنطقة في مواجهة الجماعات الإرهابية، وهذا البرنامج تموله الولايات المتحدة، وإلى جانب ذلك تقدم الدعم المالي واللوجستي والأمني، وأعتقد أن هذا الملف سيكون من ضمن أجندات الإدارة الأمريكية الجديدة إذا ما تم لها الأمر. أما على الصعيد الاقتصادي في ظل تنافس الكبار على المنطقة، فيمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تراهن على سمعتها غير الاستعمارية في المنطقة، لمنافسة خصميها اللدودين، وهما الصين التي تشاركها نفس السمعة، وفرنسا التي تعتبر نفسها الوريث الشرعي للمنطقة بحكم علاقات الاستعمار، ومن المرجح أن إدارة جو بايدن ستسعى إلى إحراز دور استراتيجي في حلبة سباق الكبار على موارد وأسواق المنطقة الغنية.

 

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رمظان معبوري منذ 3 سنوات

السلام عليكم.

التالي