فيضانات الدار البيضاء.. العمدة يتشبث بتحميل "ليديك" المسؤولية ويبشر بمشاريع ستخفف من المعاناة

13 يناير 2021 - 19:20

لا زال عمدة الدار البيضاء، عبد العزيز العماري، يتشبث بتحميل مسؤولية الفيضانات التي عرفتها المدينة خلال الأيام الماضية، لشركة “ليديك” المكلفة في إطار التدبير المفوض، معلنا عن حزمة من المشاريع ستدخل الخدمة قريبا، ينتظر أن تخفف من معاناة المدينة.

وقالت جماعة الدار البيضاء اليوم الأربعاء في بلاغ لها عقب اجتماع مكتب المجلس، أمس الثلاثاء، أن اجتناع الأمس تم تخصيصه لمدارسة عدد من القضايا والتطورات التي تهم المدينة؛ لا سيما الفيضانات التي أعقبت التساقطات المطرية التي شهدتها العاصمة الاقتصادية للمملكة طيلة الأسبوع المنصرم، ودراسة التوصيات الصادرة عن اجتماع لجنة المرافق العمومية والممتلكات والخدمات المنعقد يوم 7 يناير 2021، كما تدارس المكتب موضوع عقد دورة استثنائية لمجلس جماعة الدار البيضاء بناء على طلب من الوالي.

وقال العماري، حسب ذات المصدر، في بداية الاجتماع، إنه يعبر  عن أسفه وقلقه الكبير، سواء عن الخسائر البشرية التي تم تسجيلها جراء انهيار بعض البنايات المصنفة منذ مدة على أنها آيلة للسقوط، أو إزاء ما وقع على إثر التساقطات المطرية القوية من فيضانات غمرت المدينة، وما ترتب عنه من أضرار وخسائر.

وفي هذا الإطار أكد رئيس جماعة الدار البيضاء، أن تشغيل القناة الغربية الكبرى منذ أزيد من أربع سنوات، والتي تم إنجازها بشراكة مع الدولة وشركاء آخرين، قد ساهم بشكل فعال وناجع في تجنيب المدينة من السيول التي سلكت مجرى وادي بوسكورة، مما جنب الدار البيضاء أوضاعا كانت ستكون أكثر سوء.

كما أضاف الرئيس أنه تم إنجاز من بنيات وتجهيزات ومنشآت، خلال السنوات الأربعة الأخيرة؛ من قبيل السرداب الطولي عند مدخل الدار البيضاء على مستوى الطريق السيار الحضري بالبرنوصي، إضافة إلى السرداب الذي تم إنجازه انطلاقا من ساحة محمد الأمم المتحدة بوسط المدينة نحو شارع هوفويت بوانيي ليصب في البحر (la jetée)، باعتبارها منشآت استراتيجية شكل إنجازها وتشغيلها عاملا مهما في تخفيف حدة مشكل الفيضانات، وبشكل كبير.

كما ذكر أن هذه التجهيزات والمنشآت، ستتعزز بأخرى، لا سيما تلك التي هي في طور الإنجاز حاليا؛ والتي ستصبح مشغلة قبل متم سنة 2021، وذلك على مستوى مدخل الدار البيضاء من جهة ليساسفة (الطريق الوطنية رقم 1)، وكذا التجهيزات قيد الإنجاز على مستوى مقاطعة مولاي رشيد (حي السدري)، تنفيذا لبرنامج عمل جماعة الدار البيضاء لهذه الولاية الانتدابية، وتفعيلا لقرارات لجنة التتبع، التي قامت ببرمجة هذه المشاريع منذ مطلع سنة 2018.

كما أنه من المنتظر أن تعرف مدينة الدار البيضاء خصوصا، مزيدا من البنيات التحتية ذات الصلة والتي تنتظر برمجتها تنفيذا لمضمون الدراسة التي تم اعتمادها مبدئيا مطلع سنة 2018، والمتعلقة بالمخطط التوجيهي للمياه الشتوية، وذلك بحسب التمويلات المناسبة التي سيتم تعبئتها من قبل مختلف الشركاء، وذلك من أجل تغطية الخصاص على مستوى البنيات التحتية المتعلقة بحماية الدار البيضاء من مشكل الفيضانات تدريجيا.

ومن ناحية أخرى، تطرق  الرئيس، للجوانب الموضوعية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في معالجة خطر الفيضانات التي تهدد مدينة الدار البيضاء كالجوانب التوبوغرافية والتحولات المناخية ووتيرة التوسع العمراني بالإضافة لكون الشبكات التي تم إنجازها منذ دخول عقد التدبير المفوض حيز التنفيذ إنما أنجزت بناء على فرضيات تتناسب مع صبيب أقل بكثير من المستوى الذي عرفت التساقطات المطرية الأخيرة.

كما ركز الرئيس على أن من واحب المنتخبين مساءلة الشركة المفوض لها حول مدى الوفاء بالتزاماتها التعاقدية، وحول تأمينها الصيانة الاعتيادية المستمرة اللازمة لحسن سير هذه التجهيزات، من أجل استمراريةِ وحسنِ سير هذا المرفق العمومي الحيوي، ومساءلتها حول مدى تناسب الإمكانيات والموارد البشرية واللوجيستيكية التي رصدتها، مع حجم الخطر الذي أنذرت به النشرات الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، ومدى تلاؤم التدخلات التي أنجزتها فعليا فرق التدخل الميداني لما كان يفرضه الوضع، وذلك باعتبار الشركة هي المسؤول الوحيد عن سير المرافق المفوضة التي تدبرها وتستغلها، مع تحمل التبعات والمخاطر، طبقا لهذا العقد، وذلك بمجرد التكفل بالمنشآت والتجهيزات المتعلقة بالتطهير السائل.

وأوضح العمدة أن ليديك، باعتبارها شركة مفوض لها تدبير هذا المرفق، تتحمل كل مسؤولية يمكن أن تنجم عن سير المرافق المفوضة، داعيا إلى تتبع الأمر من خلال منظومة الحكامة المنصوص عليها في عقد التدبير المفوض الذي دخل حيز التنفيذ منذ سنة 1997.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي